الإسلام دين الحق، وأن الله فرَّقَ بين الحق والباطل بوقعة بدر؛ إذ ليس من المعقول أن تكون الفئة الضعيفة القليلة في عددها وعُددها هي الغالبة القاهرة إلا بتأييد من خالق السماوات والأرض (جل وعلا)، وهذا التأييد لا يكون منه إلا لأنها هي المحقّة؛ ولذا سمّى الله بدراً (فرقاناً) وسماه (بيّنة) وسمّاه (آية). سمّاه (فرقاناً) في قوله هنا: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ} [الأنفال: الآية 41] وسماه (بيّنة) في قوله في هذه الآية {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ} [الأنفال: الآية 42]؛ لأنه سيأتي تفسيره، أي: ليبقى على كُفْرِه مَنْ كَفَرَ عَلَى وضوح مِنْ أمْرِهِ أنَّ الكُفْرَ بَاطِل، {وَيَحْيَى} بالإيمان {مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ} وضوح ظاهر لا شك فيه أن الإسلام حق لنصر الفئة القَلِيلَةِ الضَّعِيفَة على الفئة الكافرة القويَّة. وسمّاه (آية) في سورة آل عمران في قوله: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} [آل عمران: الآية 13] آية؛ أي: علامة على أن دين الإسلام هو الحق الذي لا شك فيه.

وهذه الآية القرآنية تدل على أنَّ مِنْ عَلامات دين الإسلام وأنه الدين الحق الذي لا يقبل الله غَيْرَهُ كما قال: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: الآية 85] وقال: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران: الآية 19] وقال: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: الآية 3] تبيّن أَنَّ مِنْ خَصَائِصِ هذا الدين ومن علاماته: أن الفئة القليلة المتمَسِّكَة به تغلب الفئة القوية الكافرة التي لم تتمسك به، وقد جاءت لهذا أمثلة عديدة في القرآن سنذكر لكم بعضها ليتضّح معنى الآية (?)؛

من ذلك ما قصّه الله (جل وعلا) علينا في سورة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015