أن النبي صلى الله عليه وسلم لما عدّ خصال الإيمان عدّ منها أداء الخُمس (?)؛
وذلك لأن الله قال بعد ذكره أداء الخُمس: {إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ} واعلموا أن جماعة من العلماء منهم مالك وأصحابه (?) قالوا: إن هذه المصارف الخمسة (?) لا تعيّن كلها، بل الأمر موكول إلى اجتهاد الإمام يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ، إلا أن الله أرشد إلى أن هذه الخمسة هي المصارف التي لا ينبغي أن يتجاوزها به. وهذا رأي مالك، ونصره غير واحد، والظاهر الذي هو الاحتياط: أن يجعله خمسة أنْصِبَاء (?)، كما قال الله (جل وعلا)؛ لأن الله شدّد في ذلك في قوله: {إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ} {عَبْدِنَا}: هو محمَّد صلى الله عليه وسلم وصيغة الجمع في قوله: {وَمَا أَنزَلْنَا} للتعظيم. وقوله: {وَمَا أَنزَلْنَا} معطوف على اسم الجلالة، أي: إن كنتم آمنتم بالله وآمنتم بالذي أنزلنا على عبدنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم من هذه الآيات القرآنية؛ لأن الله أنزلها عليكم، وَنَصَرَكُمْ عِنْدَ نزولها، وأمركم فيها بأداء الخُمس إن كنتم مؤمنين، فإن كنتم مؤمنين بما أنزل الله على نبيه