للتصوف كذبًا من الرقص والتصفيق والصراخ، زاعمين أنه عبادة أن ذلك من الخذلان وتلبيس الشيطان، وأن ذلك لا يكون عبادة أبدًا، بل أول من رقص وصفق في شيء يظنه عبادة هم عبدة العجل، وكان ذلك من أفعال الكفار، فالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا في مجالسهم كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا رأيتم الذين يصفقون ويضربون بالمعازف، ويزعمون أن هذا دين وأحوال ووجدان، فهو غرور من الشيطان، فلا ينبغي أن يُغترَّ بهم، كما ظن قريش أن مكاءهم وتصديتهم عند بيت الله الحرام عبادة، فقد وبخهم الله على ذلك في قوله: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (35)} [الأنفال: الآية 35].

ثم قال جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ الله فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال: الآية 36] قال بعض العلماء (?): نزلت هذه الآية في المطعمين في بدر الذين ينحرون عشرًا أو تسعًا، وقد ذكرناهم في ذكرنا لهذه الغزوة (?)، وبينّا أن المؤرخين يقولون: إن أول من نحر لهم: أبو جهل عشرًا من الإبل، ثم نحر لهم أمية بن خلف تسعًا بعسفان، ثم نحر لهم سهيل بن عمرو عشرًا بقديد، ثم ذهبوا إلى المياه من ناحية الساحل، وأقاموا هناك يومًا، فنحر لهم شيبة بن أبي ربيعة (?) ذلك القدر من الإبل، ثم أصبحوا بالجحفة، فنحر لهم أخوه عتبة، ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015