أبيض معروف يصوّت تصويتًا كالصفير، وهذا الطائر معروف في كلام العرب، وفيه يقول الشنفرى (?):

ولا خَرِقٍ هَيْقٍ كَأَنَّ فُؤَادَهُ ... يَظَلُّ بِهِ المُكَّاءُ يَعْفُو وَيَسْفُلُ

وقال بعضهم (?):

إذا غَرَّدَ المُكَّاء في غَيْرِ رَوْضَةٍ ... فَوَيلٌ لأهْلِ الشَّاءِ والحُمُراتِ

وقوله: {وَتَصْدِيَةً} التحقيق أنه مصدر (صدَّى، يُصدِّي، تصدية) إذا صفَّق. لأن التصفيق يرتفع به صدى الصوت، هذا هو الصحيح في المعنى خلافًا لمن قال: إن أصله: تَصْدِيدَة أُبْدلت الدال الأخيرة ياء، وأنها (تَفْعِلَة) من الصَّد؛ لأنهم يصدون الناس عن المسجد الحرام (?). والأول هو الصحيح. والمعنى: أن هؤلاء الكفار الذين يزعمون أنهم أولياء البيت الحرام كيف يكونون أولياءه، وكيف يمتنعون من نزول العذاب ولا صلاة لهم عند البيت إلا الصفير والتصفيق؟ هذه صلاتهم عند البيت!! وإذا كانوا لا صلاة لهم عند البيت إلا الصفير والتصفيق فمعنى ذلك أنهم لا صلاة لهم أصلاً عنده ألبتة. وهذا أسلوب عربي معروف، تقول العرب: «لا له كذا إلا كذا» ويكون ذلك بعيدًا منه، فيدل على الانتفاء المطلق، وهذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015