والآصال: جمع (أصيل). وقيل جمع (أُصُل). وبعضهم يقول: (الأُصُل) جمع (أصيل)، و (الآصال) جمع الجمع، ولا داعي إليه؛ لأن (الأصيل) يُجمع على (آصال)، كما تُجمع اليمين على الأيمان، والأُصُل أيضًا يُجمع على الآصال. والأُصُل يطلق مفردًا وجمعًا (?).
والغدو: أوائل النهار، والآصال: أواخره. فالآصال: من العصر فما وراءه إلى الليل. والغدو: من أول النهار.
قال بعض العلماء: كان قبل فرض الصلاة ليلة المعراج يصلون صلاتين: آخر النهار، وأوله، وأنه هو المُراد هنا.
وقال بعضهم: خص هذين الوقتين من النهار - أول النهار وآخره- لفضلهما.
قال بعض العلماء: الذِّكْر بالغدو: صلاة الصبح، وبالآصال: صلاة العصر. والله تعالى أعلم، وهذا معنى قوله: {بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}.
{وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ} معلوم أنه صلى الله عليه وسلم لا يغفل عن ذكر ربه ولكنه يُؤمر ويُنهى ليُشرَّع لأُمته على لسانه. وفي هذه الآية الكريمة نهي للمسلمين عن الغفلة عن ذكر الله (جل وعلا)، فعلينا معاشر المسلمين ألا نغفل عن ذكر الله، وأن نذكر الله في أنفسنا تضرعًا وخيفة، وأن نذكره بقولنا دون الجهر مِنَ القَوْل، أول النهار وآخره، وفي كل وقت؛ لأن الله أثنى على عباده بالذكر عليه في كل حال، {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ