أنك ترى كثيرًا من الأمم المتسمية باسم الإسلام تحضر المؤتمرات التي أصل عقدها من الكفرة الفجرة فيما يسمونه (تحديد النسل) (?) وهذا أعظم شيء مخزٍ يخجل منه الإنسان الذي في باطنه شيء من نور القرآن؛ لأن منشأ ذلك أن الكفرة -عليهم لعائن الله- لا يؤمنون بالله، ولا يحسنون به ظنًّا، ولا يتوكلون عليه، ويظنون أنهم إذا نظروا دخل البلاد القومي وقدر ما يتزايد من النسل أن الناس يكثرون على قدر الدخل، وتعتريهم الفاقة والجوع، فيعقدون المؤتمرات لتحديد هذا النسل خوفًا من الفاقة والفقر والجوع!! وهذه أفكار الخنازير والقردة الذين لا يُقرّون بخالق السماوات والأرض، ولا يعلمون فضله ورحمته وكثرة خزائنه، ولا يتوكلون عليه.

والكثرة هي نعمة من نعم الله (جل وعلا)، والله يقول ممتنًّا على أمة شعيب: {وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ} [الأعراف: آية 86] الكثرة نعمة وقوة، وهؤلاء يأتيهم الشيطان ليتخلصوا من نعمة الله والقوة!! والله (جل وعلا) قد بيّن أن قومًا فيما مضى قد أرادوا قتل أولادهم من أجل الجوع الواقع، وأن بعضهم أراد قتل الأولاد من خوف الجوع المتوقع، فبيّن لهم خالق السماوات والأرض أن ذلك الجوع المتوقع لا يكون، وأن خالق السماوات والأرض الذي بيده خزائن السماوات والأرض عليه رزق الجميع، قال في الذين يقتلون أولادهم من الفقر الواقع حالاً: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} [الأنعام: آية 151] وهذا وعد من الله، والله لا يخلف الميعاد.

وقال في الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر المترقب: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشيةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم} [الإسراء: آية 31] ونحن نؤكد لكم كل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015