فهذه الفلسفات الكاذبة تُضَلّلُ بها المسكينة باسم الحضارة، واسم التقدم، واسم التمدن، وأنها ليست بدجاجة ولا مجرمة محبوسة بالبيت؛ لتُخرج من حيائها وتُجعل مائدة لخونة الأعين الخائنة (والعياذ بالله) ويضيع شرفها، وتضيع دنياها وآخرتها، والعياذ بالله.

فعلينا -معاشر المؤمنين- أن نعلم أن بَيْنَ الأنثى والذكر فوارق طبيعية جَبَلَهُمَا الله عليها لا يمكن لأحد أن يَجْهَلَها ولا يتجاهلها، ومن أراد أن يكسر هذه الحواجز التي بين الذكر والأنثى لبعدها وقوتها فهو ملعون في كتاب الله وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس أنه قال: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ» (?) فالتي تترجَّل تحاول التشبُّه بالرجل في جميع الميادين هي ملعونة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنها أرادت أن تحطم فوارق وحواجز وَضَعَها خالق السماوات والأرض كونًا وقدرًا وشرعًا لا يمكن لأحد أن يحطمها بوجه من الوجوه.

والعجب كل العجب أن المرأة إذا ضُلِّلت وسُفِّه عقلها بالشعارات الزائفة، والفلسفات المضلة باسم التقدم، والحضارة، والتمدن، وأنها ليست بدجاجة، ولا مجرمة محبوسة في البيت؛ ليُضَيَّع شرفها وتُعَرض للرذائل وضياع الشرف وسخط رب العالمين، فهي مع هذا تحاول أن تترجل، وأن تكون كالرجل في كل شيء، ولو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015