هذين الاثنين يترقب النقص دائمًا، وأحدهما يترقب الزيادة دائمًا، وآثر في عطائه مترقب النقص ليجبر من نقصه لقلت: أن تأثيره له حكمة واقعة موقعها على أحسن ما يكون.

واعلموا أن الله تبارك وتعالى خلق المرأة -لما جبلها عليه من الطبيعة- مستعدة للمشاركة في بناء المجتمع الإنساني على أكمل الوجوه وأبدعها وأحسنها، ولا تَقِلُّ خدمتها عن خدمة الرجل، إلاَّ أن الله جعل تلك الخدمة التي تقوم بها المرأة لمجتمعها جعلها في داخل بيتها في عفاف وصيانة وستر، ومحافظة على الشرف ومكارم الأخلاق، فيذهب الرجل يكدح في الحياة يبيع ويشتري، أو يناجز الأقران في ميدان القتال، والمرأة في بيتها عاطفة على الصغير من أولادها، عاطفة على المريض، عينها من وراء جميع ما في البيت، ترضع الرضيع، وتعالج المريض، وتفعل كل شيء، فإذا جاء قرينها الآخر من عمله وكدِّه في الحياة وجد كل شيء حاضرًا، وجد أولاده الصغار مرضعين، والمرضى ممرضين، وكل شيء جاهز، فهذه الخدمة التي قامت بها في داخل بيتها لا تقل عن خدمته هو في الخارج في ميدان الحياة، ومع هذا هي في صيانة وستر، ومحافظة على الشرف والفضيلة، ومرضاة لخالق السماوات والأرض (جل وعلا) ولا شك أن هذا التعاون بين الرجل والمرأة أنه تعاون كريم نزيه بمقتضى جبلتهما وما طبعهما الله عليه، وأنه يغيظ الشيطان ولا يرضي إبليس، فإبليس يحب أن يكون الأمر لا ينبغي، وأنه على حالة خبيثة، فيقرأ فلسفته في آذان أوليائه فيفلسفون في أذن المسكينة فيضللونها بالشعارات الزائفة والكلمات الكاذبة السخيفة من اسم الحضرية، والتمدن، والحضارة، والتقدم، ويقولون للمرأة التي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015