وتنشئة الأنثى في الحلية: تُثقب آذانها، وبعضهم يثقب أنفها، ويحطون لها الخلاخيل والأسورة والدماليج والثياب الجميلة، وسائر الحلي والحلل، ولا يفعلون شيئًا من هذا للذكر.

وهذا يدل على أنها جِبَلَّة طبيعية بشرية عامة أن جمال الذكورة وكمالها أغنى عن الحلي والحلل، وأن الضعف الملموس في الأُنثى يحاول جبره بهذه الزينات ليجبر ذلك النقص، وقد صدق من قال (?):

ومَا الحَلْيُ إلا زِينَة من نَقِيصةٍ ... يُتَمِّمُ من حُسْنٍ إذا الحُسْنُ قَصّرا

وأَمَا إذَا كانَ الجمالُ مُوَفَّرًا ... كحُسْنكِ لمْ يَحتَجْ إلى أن يُزَوَّرا

كذلك قال في المرأة: {وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} لأنَّ أغلب طبيعة النساء أن المرأة لا تُجابه ولا تقدر على مخاصمة فحول الرجال في الميادين التي تزدحم فيها الناس؛ لضعفها الخلقي، ونقصها الجبِلِّي، ومما يدل على أن هذا أمر جِبِلِّي مركوز في طبائع العقلاء: أن ضعفَ أركان المرأة وضعف عظامها ولينها وخنوثتها جمال فيها يستوجب محبتها ويزيد الميل إليها، وكذلك عدم إبانتها في الخصام من جميع محاسنها ولين أُنوثتها الذي يجلب القلوب إليها بخلاف الرجال، وهذا كلام جاء في جِبِلاَّت العقلاء فإنهم يُشَبِّبُون ويذكرون من محاسن النساء لينها وضعف أركانها، وعدم إبانتها في الكلام، ألا ترون إلى قول جرير وهو عربي فصيح (?):

إن العُيونَ التي في طَرْفِهَا حَوَرٌ ... قَتَّلْنَنَا ثُم لم يُحْيِيْنَ قَتْلاَنَا

يَصْرَعْنَ ذَا اللّبِّ حتى لا حِرَاكَ به ... وهُنَّ أَضْعَف خَلْقِ الله أَرْكَانَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015