ظلم من الشرع؛ لأنَّ الرجل والمرأة يُدْلِيَان للميت بقرابة واحدة، فكيف تكون المرأة والرجل يمتان للموروث بقرابة واحدة ونصيب الرجل أكثر من نصيب الأُنثى؟! وهذا قولهم وفلسفتهم الشيطانية، والله (جل وعلا) في آية الصيف -أعني الآية الأخيرة النازلة في المواريث من آخر سورة النساء- بيّن (جل وعلا) فيها أَنَّ مَنْ سَوَّى بين الذكر والأنثى في الميراث أنه ضال ولا شك في ذلك الضلال؛ لأن الله يقول: {وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ} [النساء: آية 176] {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ} تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث {أَن تَضِلُّواْ} كراهة أن تضلوا عن الطريق المستقيم، أو لأجل أن لا تضلوا. فالمسوِّي بينهما ضال بنص المحكم المنزل لا شك في ذلك، وإيضاح هذا بالمحسوس المعقول الذي لا يماري فيه إلاَّ مكابر: أن الله (تبارك وتعالى) جعل الذكورة بطبيعتها جمالاً وكمالاً وقوة خلقية، فنفس الذكورة جمال طبيعي، وكمال خلقي، وقوة طبيعية، كما أن الله (جلَّ وعلا) أوجد الرجل - إيجاده الأول- إيجادًا مستقلاً، والأنُوثة هي بحقيقة ذاتها وطبيعتها نقص جِبِلّي خلقي، وضعف خلقي لا ينكره إلا مكابر، والله (جل وعلا) بين في كتابه أن الأنوثة أنها بطبيعة حالها ضعف جِبِلّي ونقص خِلْقي منحط عن درجة الذكورة حيث قال: {أَوَمَن يَنْشَأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)} [الزخرف: آية 18] وفي القراءة الأخرى (?): {أَوَمَن يُنَشَّؤُاْ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} أي أتجعلون لله ولدًا وبعد ذلك تجعلون له أضعف الولدين وأنقصهما وأحوجهما إلى التكميل الذي يُنَشَّأُ في الحلية من مدته وهو صغير.