الجميع عندما أراد إيجادَهُ، وَسَنُلِمّ ببعض الأطراف من هذا ليظهر للناس خِزْيُ فَلْسَفَة هؤلاء المتفلْسِفين الكفرة الفجرة ومن قَلَّدَهُم من الخفافيش التي أعمت أنوار القرآن أبصارها.

خَفَافيشُ أعماها النهارُ بضَوئِهِ ... ووافَقَهَا قِطْعٌ من الليلِ مُظْلمُ (?)

يقولون مثلاً: لِمَ كان الطلاق بيد الرجل؟ ولِمَ لمْ يؤخذ رأي المرأة فيه؟ وهذا ظلم من شرع الإسلام للمرأة؛ لأن ابتداء العقد أولاً لمْ يقع حتى أُخذ رأيها فيه وأُخذ رأيهما معًا، فمن أين أعطى الاستقالة للرجل وحده دون إذنها؟ ويُفلسفون هذه الفلسفات.

ونحن نقول: إنَّ كون الطلاق بيد الرجل هو الأمر المعقول الذي يشهد له الحس والفطرة والشرع، والنَّشْأَةُ الأولى؛ لأنَّ من خلق الرجل وخلق المرأة -هو خالق هذا الكون، وهو أعلم بحقائقه وما يُصْلِحُ كُلاً منه- صرح في محكم كتابه- الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه- أن النساء حروث ومزارع، قال تعالى في محكم كتابه: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: آية 223] ولو حاول الإفرنج ما حاولوا أن يكذبوا قوله: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ} لمْ يقدروا على كل حال؛ لأنه قول من خلق الجميع وفعلُه وكونُه وقدرُه لا يمكن أحد أن ينفيه؛ لأن الرجل لمْ يكن في بطنه رحم يتربى فيها الولد، والنطفة المشاهدة أن تبذر في بطن المرأة، وأن تتربى فيها كما يتربى البذر في الأرض حتى يحصد تامًّا، هذا أمر مشاهد يشهده الحس والعقل، لا يمكن المكابر أن ينكره: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} ومعلوم أن الحارث المزدرع فاعل، وأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015