والسلام)، أمره الله أن يقول هذا: {وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا} [هود: آية 31] وآخِرُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللهُ وَخَتَم به الأنبياء: نبيُّنَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم أمره أيضًا بذلك حيث قال له في الأنعام: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأنعام: آية 50] وقوله هنا، كأنه قال: ولا أعلم الغيب {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} اعلموا أولاً أن قول جماعة من المفسرين أن معنى: {لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} أي: من العمل الصالح قول لا شك في أنه ليس بصحيح؛ لأنه صلى الله عليه وسلم مُسْتَكْثِرٌ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ على كل حال، وعمله ديمة (صلوات الله عليه وسلامه).

وفي الآية للمفسرين أقوال معروفة (?)، التحقيق إن شاء الله فيها أن معنى قوله: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} [الأعراف: آية 188]، من المال ومن غير المال؛ لأنَّ مَنْ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ يعلم الأسباب التي تستوجب الأمراض فيتقيها فيبقى صحيحًا، ويعلم أوقات الغيب التي يأتي الله فيها بالربح والغلاء والرخص فيدخر للغلاء عدته وللرخص عدته، ويعلم الغيب فيما إذا باع هذا أنه يربح وإذا اشترى هذا أنه يخسر، إلى غير ذلك، فهو دائمًا يستكثر من الخير؛ لأن الناس إنما يُغبنون فيشترون شيئًا يخسرون فيه، أو يفعلون فعلاً يضرهم، أو يكون سببًا لمرضهم إنما ذلك من عدم علمهم بالغيب. أمَّا من يعلم الغيب ويعلم ما يكون فإنه إذا اشترى هذه السلعة هو عالم هل يربح منها أو يخسر فيها، فلا يخسر أبدًا، وكذلك يعلم إذا اشترى المواشي والرقيق أن هذا يموت بسرعة وهذا يعيش كثيرًا، وأنه إن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015