تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)} [الأعراف: الآيات 188 - 190].

يقول الله جل وعلا: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشير لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)} [الأعراف: آية 188].

أمر الله (جل وعلا) نبيه في هذه الآية الكريمة أن يقول معلنًا لجميع الناس إنه (صلوات الله وسلامه عليه) وهو أفضل خلق الله وأكْرَمهم على الله أنه لا يملك لنفسه نفعًا يَجْلِبُهُ إِلَيْهَا، ولا ضرًّا يدفعه عنها. فالكلام على حذف مُضَافٍ دَلَّ المُقام عليْهِ {نَفْعًا} أي: جلب نفع لنفسي أَنْتَفِعُ بِهِ. وقوله: {وَلاَ ضَرًّا} أي: دَفْع ضرٍّ عن نفسي.

{إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ} خالقي (جل وعلا) أن يملكني إيَّاه ويعينني عليه ويقوِّيني عليه فإني أملكه بمعونة الله وقدرته ومشيئته، وهذه عادة الرُّسُلِ الكِرَامِ (صلوات الله عليهم)، يُبَيِّنُونَ لِلْخَلْقِ أَنَّ النَّافِعَ والضَّارَّ هو خالق السماوات والأرض (جل وعلا) ليُوَجه الخلقُ إليه جميع رغباتهم ورهَباتهم، وأولى الناس بهذا الرسل (صلوات الله وسلامه عليهم) وأتباعهم فإنهم يوجهون جميع رغباتهم ورهباتهم إلى مَنْ بِيَدِهِ النَّفْع والضّر لينفعهم ويدفع عنهم الضّر، وهذا معنى قوله: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ} أي: ولا أعلم الغيب أيضًا. كما أمره أن يعلن ذلك ويقوله في سورة الأنعام في قوله مخاطبًا لنبينا صلى الله عليه وسلم: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ ... } الآية [الأنعام: آية 50]. فأول رسول بعثه الله لأهل الأرض بعد أن كفروا هو نوح (عليه وعلى نبينا الصلاة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015