وبعض العلماء يقول: من هؤلاء الأمم الصالحين: السبط الذين خرجوا من بين أظْهُرِ بَنِي إِسْرَائِيل. وجَرَتْ عَادَةُ المُفَسِّرِينَ أَنْ يذكروا قصة غريبة عنهم في آية ذكرناها قبل هذا من سورة الأعراف (?) وهي قوله تعالى: {وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159)} [الأعراف: آية 159] لأن هذه الآية من سورة الأعراف يذكر المفسرون عندها قصة غريبة: يزعمون أن واحدًا من أسباط بني إسرائيل لما عصى الإسرائيليون، وقتلوا الأنبياء، وارتكبوا المناكر تبرؤوا منهم، وطلبوا من الله أن يُفَرِّق بينهم وبينهم، ويزعمون أن الله فتح لهم نفقًا في الأرض فدخلوا فيه وساروا فيه سنة ونصف السنة، حتى خرجوا من وراء الصين، وأنهم كانوا وراء الصين على دينٍ صحيح يعبدون الله. هكذا يقولون. وتكثر هذه القصة -يكثر ذكرها- في كلام المفسرين عند هذه الآية الكريمة، وقد ألممنا بالآية ولم نذكرها؛ لأنها لم يثبت عندنا فيها شيء. وبعضهم يقول: من هؤلاء الأمم الصالحة ذلك السبط الذين ساروا في النفق في الأرض سنة ونصف السنة حتى خرجوا من وراء الصين. وعلى كل حال فقد كان في اليهود قوم هم على دين موسى حتى ماتوا على ذلك، وقوم كانوا على دين موسى وآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم.

وهؤلاء الذين كانوا على دين موسى وأدركوا محمدًا صلى الله عليه وسلم فآمنوا به هم الذين ذكر الله في سورة القصص أنّ لهم أجرهم مرتين: أجر إيمانهم الأول، وأجر إيمانهم الثاني، كما نص الله على ذلك في قوله: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015