{كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً} ومعلوم أن {كُلَّمَا} تتكرر] (?) بتكرر الفعل الذي قيّد به، والله يقول: {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً} [الإسراء: آية 97] وهو صريح في أنه ليس للنار خبوة نهائية ليس بعدها زيادة سعير، فمن قال: إن لها خبوة نهائية، وفناء ليس بعدها سعير، نقول: يكذبك القرآن في نص قوله: {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً} [الإسراء: آية 97] فهو نص صريح في أنه لم تكن هناك خبوة إلا بعدها زيادة سعير إلى ما لا نهاية.

والآيات الدالة على الدوام الأبدي كثيرة {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} [الفرقان: آية 65] {لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75)} [الزخرف: آية 75] إلى آيات كثيرة.

أما آية النبأ، وهي قوله: {لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً (23)} [النبأ: آية 23] فقد بينتها غاية البيان آية سورة ص، وإيضاح ذلك أن المعنى: {لاَبِثِينَ فِيهَا} أي: في النار {أَحْقَاباً} في حال كونهم في تلك الأحقاب {لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25)} [النبأ: الآيتان 24، 25] فإذا انقضت أحقاب الحميم والغسَّاق عُذِّبوا بأنواع أُخر وأشكال لا نهاية لها.

والدليل على أن هذه الأحقاب مختصة بأحقاب الحميم والغساق، وأن لهم أشكالاً من العذاب غير هذا صرّح الله به في سورة ص، وخير ما يُبَيَّنُ به القرآنُ بالقرآن، حيث قال تعالى: {هَذَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015