جاء استعجالهم به في آيات كثيرة، فبين لهم في هذه الآية من سورة الأعراف أن الله إن أراد إهلاك أمة أو عذابها فلذلك وقت معين محدَّد عنده لا يتقدَّمه ولا يتأخره {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ} المعين لإهلاكهم والقضاء عليهم {لاَ يَسْتَأْخِرُونَ} عن ذلك الأجل {سَاعَةً} بل يهلكون عند وقت مجيء الأجل ولا يتقدمون عنه، ولا يمكن أن يهلكوا قبله ولا أن يتأخروا عنه؛ لأنها مواقيت معينة لا يسبقها ما عُيِّن لها ولا يتأخر عنها.

وقوله في هذه الآية الكريمة: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ} قرأ هذا الحرف ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي: {فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُم} بتحقيق الهمزتين، وقرأه أبو عمرو، وقالون عن نافع، والبزِّي عن ابن كثير: {فإذا جا أجلهم} بإسقاط إحدى الهمزتين. والقرّاء مختلفون: هل الهمزة الساقطة هي الأولى أو الثانية؟ وقرأه ورش عن نافع، وقنبل عن ابن كثير: {فإذا جاآجلهم} [الأعراف: آية 34] بإبدال الهمزة الثانية مدّاً للأولى (?).

وقوله: {لاَ يَسْتَأْخِرُونَ} قرأه عامة القراء: {لاَ يَسْتَأْخِرُونَ} بتحقيق الهمزة، إلا أن ورشاً قرأه عن نافع، والسوسي عن أبي عمرو: {لا يستاخرون} بإبدال الهمزة ألفاً (?)، والكل قراءات صحيحة، ولغات عربية فصيحة.

ومعنى: {لاَ يَسْتَأْخِرُونَ} عنه، أي: عن ذلك الأجل {وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} أي: لا يتقدمون عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015