يقول: وهل يأثمن صاحب دين فيرتكب ما يخالف دينه وهو طائع؟ يقول هذا وهو كافر.
وقوله: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ} من الأمم {أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} أي: جاء الوقت المعين المحدد لإهلاكهم هلكوا. كقوم نوح لمّا جاء الوقت المحدد لهم - المشار إليه بقوله: {وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [هود: آية 40]- أُهلكوا، وقوم هود لمّا جاء الوقت المحدد لإهلاكهم أرسل الله عليهم الرِّيحَ العقيم {مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)} [الذاريات: آية 42] {فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} [الحاقة: آية 6] وكذلك قوم صالح، وقوم لوط، وقوم شعيب، وفرعون وقومه، كل أمة من الأمم جاء الوقت المحدد لها وأراد الله إهلاكها أهلكها عند الوقت المعين؛ لأن قريشاً استعجلوا بالعذاب فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: {مَا يَحْبِسُهُ} [هود: آية 8] ما يحبس العذاب؟ {عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} [ص: آية 16] وأصل (القِط) في لغة العرب: هو الصك الذي يكتب به الملك الجوائز للزائرين، لأنه يكتب أوراقاً كل واحدة فيها عطاء فلان، فتلك الورقة المكتوب فيها جائزة كل إنسان ممن زار الملك هي قِطُّه، وهو معروف في كلام العرب، ومنه قول الشاعر:
وَلاَ المَلِكُ النُّعْمَانُ يَوْمَ لَقِيْتَهُ ... عَلَى مُلْكِه يُعْطِي القُطُوطَ وَيأْفِقُ (?)
ومعنى (يأفق): يفضل بعضاً على بعض في العطاء، فقوله: {عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا} أي: نصيبنا من العذاب الذي تزعم، فاستعجلوا بالعذاب، والله يقول {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ} [الحج: آية 47] وقد