يأكل منه البرُ والفاجر، فتلك الزينة وطيبات الرزق في الدنيا يشترك فيها البر والفاجر، ويأكل منها المسلم والكافر، لكنها يوم القيامة تبقى خالصة للمؤمنين لا يشاركهم فيها كافر أبداً؛ ولذا قال: {هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي: ويشترك معهم فيها الكفار، في حال كونها خالصة لهم يوم القيامة لا يشاركهم فيها أحد؛ لأن يوم القيامة لا يجد الزينة ولا الرزق الطيب إلا المؤمنون خاصة، أما الكفار فلا زينة لهم ولا رزق طيب (?).

وعلى قراءة الجمهور فـ {خالصةً} حال، وعلى قراءة نافع {خالصةٌ} بالرفع فهي خبر بعد خبر (?) {هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ} [الأعراف: آية 32] الجار والمجرور في {لِلَّذِينَ آمَنُواْ} خبر، و {خالصةٌ} خبر آخر. وعلى قراءة الجمهور فـ {خالصةً} حال، وعامله الكون والاستقرار الذي يتعلق بالجار والمجرور {هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ} كائنة مستقرة للذين آمنوا في حال كونها خالصة لهم وَحْدَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ.

وهذا التفسير هو الصحيح الذي عليه الجمهور (?). ومعناه: أن الزينة والطيبات من الرزق في دار الدنيا يشترك فيها البر والفاجر والمؤمن والكافر، وأنها في الآخرة تكون خالصة للمؤمنين لا يشاركهم فيها أحد؛ إذ لا يجد الزينة والرزق الطيب في القيامة إلا المؤمنون خاصة؛ ولذا لم يذكر خلوصها لهم في الدنيا لاشتراك الكفار معهم، وصرّح بكونها خالصة لهم في خصوص الآخرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015