قلت:
وكلُّ أخٍ مفارقُه أخوه ... لَعَمْرُ أبيكَ إلا الفَرقدانِ (?)
فرفع "الفرقدان" بعد "إلا" في الوا جب؛ لأنه جعلها نعتًا لـ "كل" بمعنى "غير" (?)، وهذا كان في الجاهلية (?).
وقيل: "إلا" هنا بمعنى "الواو"، أي: "والفرقدان" (?).
3 - قال الهروي: وتكون "إلا" تحقيقًا وإيجابًا بعد الجحْد، كقولك: "ما قام القوم إلا زيد"، وكقوله تعالى: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [النساء 66] (?)، و"ما مررت بالقوم إلا زيد" و"ما في الدار إلا زيد"، و"ما أعطيت زيدًا إلا درهمًا"، و "ما قُبض من زيدٍ إلا درهمٌ". فـ "إلا" في هذه المواضع تحقيق وإيجاب بعد الجحد.
4 - وتكون بمعنى "لكن"، نحو قولك: "إنَّ لفلانٍ واللهِ مالا إلا أنه شقي"، معناه: "لكنه شقي". ومن كلام العرب: "ما نفعَ إلا ضرَّ، ولا زادَ إلا نقصَ"، تقديره: "لكن زادَ"، و"لكن نقصَ". ومنه قوله تعالى: {طه (?) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ