فائدة:

من هذا ما قيل في قَوْله - صلى الله عليه وسلم -: "ماتَ حَتْفَ أنْفِه" (?)، فإنّ "حَتْف" مصْدَر، والناصبُ له "مات"؛ لأنه من معناه، لأنَّ "الموت" و "الحتف" واحد.

ومعنى "مات حتف أنف": [أنْ أُميت] (?) على فراشه من غير قتل، يتنفس حتى ينقضي رمقه، فروحه تخرُج بتتابع نَفسه. وخصّ "الأنف" بذلك: لأنَّ الرّمق من جهته ينقضي. (?)

***

وتظهر هنا فائدة، وهي أنّ النهي عن بسْط الذراعين حَصَل بقوله: "لا يبسط أحدكم ذراعيه"، فلما قال: "انبساط الكلب"، وهو مصدر "انبسط"، فكأنّه قال: "لا ينبسط في سُجوده انبساط الكلب"، ففي الحديث إيماء [إلى معنيين] (?) مكروهين، أحدهما: بسط الذراعين، والآخر: بسط ظهره على فخذيه؛ فمصدر "يبسط، بسطًا" صُرف للذراعين، وفعلُ "انبساط" مصروفٌ إلى ما يقتضيه مَصْدَره، وهو الهيئة كُلّها.

ويجوزُ رفعُ "يبسط" على أنَّه خَبر في معنى النّهي، وهو أبْلَغُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015