عليه. ويجوزُ نصب "اليتيم" على أنه مفعُولٌ معه، أي: "مع اليتيم". (?)
و"اليتيم": على وزْن "فَعيل"، جمعه "أيتام" و "يتامى". وقد "يتم"، "يأتم"، "يتمًا" فيهما. (?)
وجاء "فعيل" هنا في الصفات من غير مُبالغة، وكذلك "عَجُوز"، وذلك خِلاف القياس، ومثله "حَصُور" للناقة الضَيّقة الإحليل. (?)
وانظر ما الفرق بين "وراء" الأولى والثانية؟ إذ دخلت "مِن" في "وراء" الثانية دون الأولى؛ فيحتمل أنّ في "مِن" معنى المجاوَزَة، كما قيل في قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ} [آل عمران: 121] (?)، وذلك أنّ أنسًا لما صَفّ مع اليتيم وَرَاء النبي - صلى الله عليه وسلم - جَاوَزَت المرأة مَقَامهما إلى مَقامها؛ فناسَب مَعْنى "مِن" معها.
ويحتمل أنّ "مِن" جَاءت مُخلّصَة لمعنى "خَلْف"؛ لأنّ "وَرَاء" يُستعمَل بمعنى "أمَام"، كما قيل في قَوله تعالى: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} [الكهف: 79]، قيل: هو بمعنى: "أمامهم" (?). فـ "مِن" خَلّصتها لحقيقة معناها؛ إذ لو جاء: "والعجُوز وراءنا"