ولذلك يُقال مرَّة: "ابنة" بهمْزة الوصْل، تأنيث "ابن"، ومرّة "بنت" بغير همز. والأصلُ: "بنوة" و"بنو"، ثم نقص، فصَار "ابن"، وبقيت "بنت" تارة على أصْلها لأجْل "التاء"، ومرّة أدخلت عليها "الهمزة" كمُذَكِّرها، وذلك لأنّهم لما حَذَفُوا لامه تخفيفًا [عوّضوا] (?) "الهمزة" من أوّله على غير قياس، ثم سَكّنوا "الباء" تخفيفًا.

وقيل: إنهم سَكّنوا "الباء"، ثم جَلَبُوا "همزة" الوصْل؛ كيلا يبتدءوا بالسّاكِن.

وبهذا التعليل تبيّن لك أنّ "التاء" في "بنت" عوض من المحذوف، لا "تاء" التأنيث، وأنّ "التاء" في "ابنة" للتأنيث، ودخلت "الهمزة" لدخُولها على "ابن". انتهى الكلامُ على ذلك مختصرًا. (?)

[قولُه] (?): "أُسْتَحَاضُ": في محلّ الخبر.

قَال الشّيخُ تقي الدّين: ولم يُبن هذا الفعل للفاعل، كما في قولهم: "نفست المرأة" و"نتجت الناقة".

وأصلُ الكلمة من "الحيض"، والزوائد في "استحاض" للمُبالغة، كما يُقال: "قَرّ في المكان"، ثم يُزاد للمُبالغة فيه؛ فيُقال: "استقر"، و"أعشب المكان"، ثم تُبالغ فيه، فيُقال: "اعشوشب". (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015