أنّ ابن الزبير كان له مزرعةٌ في المدينة، ولمعاوية مزرعة بجانب مزرعته، فدخل عمّال معاوية على مزرعة ابن الزبير، فغضب وكتب رسالة إلى معاوية يقول فيها: (يا ابن آكلة الأكباد! إمّا أنْ تمنع عمّالك من دخول مزرعتي أو ليكوننّ لي ولك شأن).

فقرأ معاوية الرسالة، وإذا هي حارّة من رجل من الرعيّة وهو الملك. فقال لابنه يزيد: ماذا ترى؟

قال يزيد: أرى أنْ ترسل له جيشاً أوّله في المدينة وآخره عندك، حتى يأتوا لك برأسه.

قال: بل أقرب من ذلك صلةً، وأقرب رحماً، فكتب:

(بسم الله الرحمن الرحيم .. من معاوية بن أبي سفيان إلى ابن حواريّ الرسول صلى الله عليه وسلم وابن ذات النطاقين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أمّا بعد؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لو كانت الدنيا بيني وبينك لهانت عليّ، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ عمّالي إلى عمّالك، ومزرعتي إلى مزرعتك).

فلما قرأها ابن الزبير، بكى حتى بلّها بالدموع، وسار من ساعته إلى دمشق فقبّل رأس معاوية، وقال: لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015