والعتْبُ بالمُشافَهة ... ضرْبٌ منَ المُسافهة

ومتى جعلتَ الآخرين يتوّصلون إلى فكرتك، فمن ثم يتبين للمخطئ خطأه بالتلميح، فإن ذلك أبلغ في قبول العتاب، وأدعى إلى ترك الخطأ بالاجتناب، وكذلك فإنه مؤذن بتعجيل الاعتذار وطلب العفو.

يُذكر أن رجلاً في الهند كان يعادي إمام الدعوة محمد بن عبد الوهاب عداءاً شديداً، ويحارب كتبه ومؤلفاته ويحذر منها، فاحتال أحد الفضلاء حيلة، غيّر بها اسم الشيخ من: محمد بن عبد الوهاب، إلى: محمد بن سليمان التميمي! وأهدى جملة كتب الشيخ لهذا العالم الهندي فلمّا قرأها أعجب بها، ووجدت في قلبه قبولاً وأثراً حسناً؛ فأعلمه هذه الحكيم أن هذه الكتب من مؤلفات محمد بن عبد الوهاب، فما كان من هذا العالم الهندي إلا أن جثا على ركبتيه من البكاء والحسرة والألم على ما كان منه من عداء للإمام، فصار من أكثر الناس دعوة وتوزيعا ونشرا لكتبه في محيطه.

وقد وقعت بين يديّ حكاية تصلح لبعض ما ذكرناه من الأساليب المفيدة من الإشارة وتقديم الهديّة والكتابة، وهي ما حكاه ابن كثير وغيره من المؤرخيّن:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015