الْقِيَامَة أُتِي بِالْمَوْتِ كالكبش الأملح فَيُوقف بَين الْجنَّة وَالنَّار فَيذْبَح وهم ينظرُونَ فَلَو أَن أحدا مَاتَ فَرحا لمات أهل الْجنَّة وَلَو أَن أحدا مَاتَ حزنا لمات أهل النَّار
وَذكر الْبَزَّار من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من كتب عَلَيْهِ الخلود لم يخرج مِنْهَا يَعْنِي من النَّار
وأنشدوا
أما سَمِعت بِأَهْل النَّار فِي النَّار ... وَعَن مقاساة مَا يلقون فِي النَّار
أما سَمِعت بأكباد لَهُم صدعت ... خوفًا من النَّار قد ذَابَتْ على النَّار
أما سَمِعت بأغلال تناط بهم ... فيسحبون بهَا سحبا على النَّار
أما سَمِعت بِضيق فِي مجَالِسهمْ ... وَفِي الْفِرَار وَلَا فرار فِي النَّار
أما سَمِعت بحيات تدب بهَا ... إِلَيْهِم أم خلقت من خَالص النَّار
أما سَمِعت بِأَنْفَاسِ لَهُم حبست ... عَن التنفس من حرارة النَّار
أما سَمِعت بأجساد لَهُم نَضِجَتْ ... من الْعَذَاب وَمن غلي على النَّار
أما سَمِعت بِمَا يكلفون بِهِ ... من ارتقاء جبال النَّار فِي النَّار
حَتَّى إِذا مَا علوا على شواهقها ... صبوا بعنف إِلَى أسافل النَّار
أما سَمِعت بزقوم يسوغه ... مَاء صديد وَلَا تسويغ فِي النَّار
يسقون مِنْهُ كئوسا ملئت سقما ... ترمي بأمعائهم رميا على النَّار
يشوي الْوُجُوه وُجُوهًا ألبست ظلما ... بئس الشَّرَاب شراب سَاكِني النَّار
وَلَا ينامون إِن طَاف الْمَنَام بهم ... وَلَا مَنَام لأهل النَّار فِي النَّار
إِن يستقيلوا فَلَا تقال عثرتهم ... أَو يستغيثوا فَلَا غياث فِي النَّار
وَإِن أَرَادوا خُرُوجًا رد خارجهم ... بمقمع النَّار مَدْحُورًا إِلَى النَّار
فهم إل النَّار مدفوعون بالنَّار ... وهم من النَّار يهرعون للنار
مَا أَن يُخَفف عَنْهُم من عَذَابهمْ ... وَلَا تفتر عَنْهُم سُورَة النَّار
فَهَذِهِ صدعت أكباد سامعها ... من ذِي الحجى وَمن التخليد فِي النَّار
وَلَو يكون إِلَى وَقت عَذَابهمْ ... فِي النَّار هون ذاكم لفحة النَّار
فيا إلهي وَمن أَحْكَامه سبقت ... فِي الْفرْقَتَيْنِ من الجنات وَالنَّار