وَانْظُر إِلَى الْمَوْت وأعماله ... فيهم ترى الهلك ببرهان
وَأبْصر الْقَوْم وماذا لقوا ... بِالْمَوْتِ من ذل وخسران
قد صفعتهم يَده صفعة ... خروا لآناف وأذقان
ودك فِي الأَرْض بيتجانهم ... وألبسوا تيجان صمان
من حجر صلد ورخو وَمن ... ترب وحصباء وصيدان
وأنزلوا بطن الثرى بَعْدَمَا ... كَانُوا قعُودا فَوق كيوان
واطعم الديدان لَحْمًا نهم ... ويالك من لحم وديدان
فكم هُنَاكُم من فَتى ناعم ... وَمن فتاة ذَات أردان
وَمن هزبر مرح فِي الوغى ... وظبية تسرح فِي بَان
كَانُوا كَذَا ثمَّ اغتدوا عِبْرَة ... لنازح الدَّار وللدان
وَلم يدافع عَنْهُم جحفل ... قد طبق الأَرْض بفرسان
وَلَا بيُوت ملئت كلهَا ... من لُؤْلُؤ بحت وعقيان
بل مر ذاكم كُله مسرعا ... كَالرِّيحِ مرت بَين قضبان
وَأصْبح الْملك لمن ملكه ... بَاقٍ وكل غَيره فان
فسبحان من تفرد بِالْعِزَّةِ والكبرياء وتوحد بالديمومة والبقاء وطوق عباده بطوق الفناء وفرقهم بِمَا كتب عَلَيْهِ من السَّعَادَة والشقاء وَجعل الْمَوْت مخلصا لأوليائه السُّعَدَاء وهلكا لأعدائه الأشقياء
خلق خذلانا وَقدر تَوْفِيقًا وأنهج سَبِيلا وأوضح طَرِيقا فهدى إِلَيْهِ فريقا وأضل عَنهُ فريقا لَا يسْأَل عَمَّا يفعل وهم يسْأَلُون فسبحان الَّذِي بِيَدِهِ ملكوت كل شَيْء وَإِلَيْهِ ترجعون
وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة من وفْق لَهَا فِي الْأَزَل وَكتب لَهُ بهَا فِي الْقسم الأول فَفتح لَهَا كل بَاب وهتك دونهَا كل حجاب وخلصها من الشُّبْهَة والارتياب وَظَهَرت عَلَيْهِ فِيهَا نعْمَة الْعَزِيز الْوَهَّاب الغفور التواب ملك الْمُلُوك وَرب الأرباب