القعساء وأبدل من نعمتهم بؤسا وأنطق بالعويل أَلْسِنَة خرسا وصيرهم حَدِيثا يذكر على مر الزَّمَان وَلَا ينسى
نزلُوا عَن الأرائك والكلال والأسرة والحجال إِلَى الْحِجَارَة والرمال والأراقم والصلال وشظف الْعَيْش وضيق المجال وحلوا بِربع غير محلال بِحَيْثُ لَا زَوَال وَلَا انْتِقَال وَلَا عَثْرَة تقال وَلَا يسمع فِيهَا مقَال وَلَا يلْتَفت عِنْدهَا إِلَى من قَالَ
أرسل عَلَيْهِم رَبك جُنُوده العاتية وَأَخذهم أَخَذته الرابية وسلك بهم مَسْلَك الْأُمَم الخالية والقرون الْمَاضِيَة فَهَل تحس مِنْهُم من أحد أَو هَل ترى لَهُم من بَاقِيَة وَفِيهِمْ قيل وَفِي أمثالهم
حدث حَدِيث الْقَوْم من فَارس ... وَمن بني قبط ويونان
وَمن بني الْأَصْفَر أعجب بهم ... وَسيد الأتراك خاقَان
والأقدمين الأعظمين الألى ... من حمير أَبنَاء قحطان
من تبع الْعَرَب وَمن قَيْصر ... الرّوم وكسرى آل ساسان
من كل قرم شامخ أَنفه ... وكل فِرْعَوْن وهامان
وَإِن نسيت الْيَوْم شَيْئا فَلَا ... تنس نبطا أُخْت كلدان
وَاذْكُر مُلُوك الأَرْض من بعدهمْ ... من عرب صيد وعجمان
من كل مَنْصُور اللوا أروع ... سليل أطواق وتيجان
مُجْتَمع الشمل على عزة ... شيدت بأساس وأركان
قد زلزل الأَرْض وراع الورى ... من جَيْشه الضخم بطوفان
وذلل الْخلق بسلطانه ... كَأَنَّهُ رب لَهُم ثَان
انْظُر إِلَيْهِم هَل ترى مِنْهُم ... غير أَحَادِيث بأفنان