كَانَ يَوْم الْقِيَامَة بطح لَهَا بقاع قرقر أوفر مَا كَانَت لَا يفقد مِنْهَا فصيلا وَاحِدًا تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها كلما مر عَلَيْهِ أولاها رد عَلَيْهِ أخراها فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة حَتَّى يقْضِي بَين الْعباد فَيرى سَبيله إِمَّا إِلَى الْجنَّة وَإِمَّا إِلَى النَّار قيل يَا رَسُول الله فالبقر وَالْغنم قَالَ وَلَا صَاحب بقر وَلَا غنم لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقّهَا إِلَّا إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة بطح لَهَا بقاع قرقر لَا يفقد مِنْهَا شَيْئا لَيْسَ فِيهَا عقصاء وَلَا جلحاء وَلَا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما مر عَلَيْهِ أولاها رد عَلَيْهِ أخراها فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة حَتَّى يقْضِي بَين الْعباد فَيرى سَبيله إِمَّا إِلَى الْجنَّة وَإِمَّا إِلَى النَّار
كَذَا روى وَإِنَّمَا هُوَ كلما مر عَلَيْهِ اخراها رد عَلَيْهِ أولاها
قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ فَمَا ظَنك بِقوم قَامُوا على أَقْدَامهم مِقْدَار خمسين ألف سنة لم يَأْكُلُوا فِيهَا أَكلَة وَلم يشْربُوا فِيهَا شربة حَتَّى إِذا انْقَطَعت أَعْنَاقهم عطشا واحترقت أَجْوَافهم جوعا انْصَرف بهم إِلَى النَّار فسقوا من عين آنِية قد أَنى حرهَا وَاشْتَدَّ نضجها
وَاعْلَم أَن هَذَا الْيَوْم يَتلون ألوانا ويستحيل حَال النَّاس فِيهِ أحوالا فينبعثون فِيهِ من قُبُورهم ويساقون فِيهِ إِلَى مَحْشَرهمْ وَمَكَان الْقَضَاء فيهم ويقفون فِيهِ مَا شَاءَ الله أَن يقفوا شاخصة أَبْصَارهم إِلَى السَّمَاء مبهوتين سكارى حيارى من عَظِيم مَا أَصَابَهُم وهول مَا نزل بهم ثمَّ يموج بَعضهم فِي بعض وَيدخل بَعضهم فِي بعض ويمشون من نَبِي إِلَى نَبِي يطْلبُونَ الشَّفَاعَة فِي الاستعجال والانفصال والتخلص من تِلْكَ الْأَهْوَال والأنكال وَلَيْسَ كل النَّاس يكلم الْأَنْبِيَاء وَلَيْسَ كل النَّاس يمشي إِلَيْهِم وَمن النَّاس من يكون بِمَنْزِلَة الرغام تطؤه الْأَقْدَام فِي ذَلِك الزحام وضيق ذَلِك الْمقَام وَيَأْتِي فِي هَذَا الْيَوْم وَقت مِنْهُ يتَكَلَّم فِيهِ الْمُشْركُونَ فَيَقُولُونَ وَالله رَبنَا مَا كُنَّا مُشْرِكين