كَبِيرا فَأمر بِهِ فَأخْرج وَجعل بَين يَدَيْهِ فانتفض الْحُوت انتفاضة فرشه بِمَا كَانَ عَلَيْهِ من المَاء فَأَخَذته قشعريرة وحم فَسَأَلَ عَن اسْم الْموضع الَّذِي هُوَ فِيهِ فَذكر لَهُ اسْم أعجمي قَالَ فسروه ففسروه مد رجلك فَلَمَّا سمع ذَلِك تفكر فِيمَا قيل لَهُ فأيقن بِالْمَوْتِ فَأمر بجل دَابَّته ففرش لَهُ فاضطجع عَلَيْهِ وَأمر أَن يُطَاف بِهِ على هَذِه الْحَالة وَأمر الْمُنَادِي أَن يَقُول هَذَا القَوْل يَا من لَا يَزُول ملكه ارْحَمْ الْيَوْم من قد زَالَ ملكه
وَكَانَ المعتصم أَخُوهُ يَقُول عِنْد مَوته وَكَانَ قد ولي بعده لَو علمت أَن عمري هَكَذَا قصير مَا عملت مَا عملت وَجعل يَقُولهَا ويبكي
وَلما حضرت الْمُنْتَصر الْوَفَاة جعل يضطرب فَقَالُوا لَا بَأْس عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ تَقولُونَ هَكَذَا لَا بَأْس عَلَيْك ذهبت عني الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وتقولون لَا بَأْس عَلَيْك
وَلما حضرت أُميَّة بن أبي الصَّلْت الْوَفَاة أُغمي عَلَيْهِ ثمَّ أَفَاق وَجعل يَقُول
لبيكما لبيكما ... هَا أنذا لديكما
لَا برىء فأعتذر وَلَا قوى فأنتصر ثمَّ أغمى عَلَيْهِ وأفاق فَجعل يَقُول
إِن تغْفر الله تغْفر جما ... وَأي عبد لَك لَا ألما
ثمَّ أُغمي عَلَيْهِ وأفاق فَأَنْشَأَ يَقُول
كل عَيْش وَإِن تطاول دهرا ... فمصيره إِلَى أَن يزولا
لَيْتَني كنت قبل مَا قد بدا لي ... فِي رُؤُوس الْجبَال أرعى الوعولا
وَلما حضرت عبد الله بن عَليّ الْوَفَاة قَالَ مَا إغفلني أمس عَن مصرعي الْيَوْم
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الدَّارَانِي دَخَلنَا على عَابِد وَقد حَضَره الْمَوْت وَهُوَ يبكي فَقُلْنَا لَهُ مَا يبكيك رَحِمك الله فَأَنْشَأَ يَقُول