صعبة من الحزن والاكتئاب، واستمر هذا الوضع لفترة لا أفعل فيها أي شيء، ولكني عدت إلى العمل بجد مرة أخرى، وعزمت على لقائك بأي طريقة، وجمعت الأموال، وسافرت إليك، وكان عندي احتمال ألا ألقاك، وبالفعل لم ألقَك، ولكني في هذه المرة وجدت باب الأمل يفتح أمام وجهي من جديد، أن آتيك مبكراً، وعندما أتيتك ومكثت أسبوعاً بالخارج قلت في نفسي: لا شيء في ذلك؛ فأنا سوف أراك، ولكني إنسان؛ فكنت أحياناً أشعر باليأس يطرق بابي، فكنت أبكي بكاء مرًّا، وأغمض عيني وأنا في منتهى الحزن، ولكني أغمضت عيني وتوجهت إلى الله - عز وجل -، وقلت: يا رب، وتذكرت قول الحق - عز وجل -: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} (?) .. وأنا أحسنت عملاً، وأتيت إلى هنا، وأريد أن أقابل هذا الرجل، وحينها وجدت يدك على كتفي، وهنا لاحظت شيئاً هامًّا جدًّا، وهو أن الله - عز وجل - قريب جدًّا منا، وأنه سميع ومجيب الدعوات.
فقال له الرجل الحكيم: إن كل هذا الذي ذكرتَه هو الطريق إلى الامتياز، وأنت كما عند كثير من الناس تسير في الطريق إلى الامتياز ولا تدرك ذلك، تماماً مثل الذي يعيش في سعادة ومع ذلك تجده يفني عمره