ثم بعد مرور والأسبوع نظر فإذا بالرجل الحكيم يمر أمامه، فهرول إليه كي يكلمه، فإذا بتلك المرأة مرة أخرى تقف أمامه وتقول له: أتظن أنك وحدك من ينتظر؟! لابد وأن تأخذ دورك.. وظل في مكانه فوق الجبل لمدة أربع ساعات أخرى، وبعد طول انتظار جلس مكانه وأغمض عينيه وأخذ يبكي بكاء شديداً، وفجأة وجد يداً تربت على كتفه، وكأنها يد قد ملئت حكمة، ففتح عينيه ونظر بجواره فإذا بالرجل الحكيم بنفسه يقف بجواره، وبمجرد أن رأى الحكيم أمامه نسي كل متاعبه وكل المشاق التي لاقاها في سبيل لقاء هذا الرجل، وهذه هي طبيعة الإنسان، بمجرد أن يصل إلى النجاح إن نظر وراءه إلى ما لاقى في سبيل نيل هذا النجاح لا يشعر بأي مشقة لاقاها، وينسى كل شيء إلا هذا النجاح الباهر، ويقول: لقد تعبت جدًّا في هذا الطريق، ولكنني الآن أستحق هذا النجاح.
وعندئذٍ قال له الحكيم: أخبرني أيها الشاب.. ماذا تريد؟ فقال له: لقد تعبت جدًّا، وتحملت المشاق.. قال له: أعرف ذلك.. فقال الشاب: أريدك أن تعلمني كيف الطريق إلى الامتياز.. فقال له الرجل الحكيم: انظر حولك؛ فأنت الآن في هذا الطريق.. في طريق الامتياز، ولكنك لا