بمقابلته مهما كان هذا الشخص، وظل على هذه الحال لدرجة أنه كان يبكي طوال الوقت، وبعد تفكير طويل قرر أخيراً أن يكرر التجربة مرة أخرى، وبدأ في العمل ليل نهار مرة أخرى، ولم يضيع وقتاً، حتى حصل على الأموال، وسافر مرة أخرى، وتسلق الجبل مرة أخرى، وحين طرق الباب كانت المفاجأة، فلقد وجد أمام عينيه نفس المرأة، وإذا بها تقول له: لقد تأخرت أربع ساعات؛ لذا فقد ذهب الحكيم.. فقال لها غاضباً: إن هذا غير ممكن.. إن هذا الرجل يستحيل أن يكون عنده أي نوع من الحكمة ... فقالت له: لا داعي للغلط.. فقال لها: بل لابد وأن أغلط؛ فهذا الرجل ليس عنده أدنى إحساس بالناس.. فقالت له: ليس لديك أي اختيار غير أن تعود، وإذا فكرت أن تأتي مرة أخرى فلابد وأن تأتي قبل الموعد؛ حتى تنتظره وتقابله.. ولاحظ هذه المر أنها أمرته بالرجوع ككل مرة، ولكنها أرشدته إلى الطريق، وهدته ماذا يفعل، وفتحت له باباً إلى الأمل، فرجع الشاب وبدأ العمل مرة أخرى من أول يوم، وأخذ يكدُّ ليل نهار، واستطاع أن يجمع الأموال، وسافر وتسلق الجبل، وطرق الباب، وكان قد وصل في هذه المرة قبل الموعد بأسبوع كامل، وظل في هذا المكان الموحش خارج البيت لمدة أسبوع كامل.