نراها في كل لحظة من لصوص الطريق إلى التميز والنجاح والتقدم، فقد يضيع الإنسان في هذه الأسباب، ومواضيع الكون والعالم في هذه اللحظة هو التقرب من الأسباب والبعد عن مسبب الأسباب كما قلنا من قبل، وقد وضعتك أنا شخصيًّا في هذا الفخ عندما طلبت منك أن تضع كل شيء، فأخذت بكل الأسباب لكي تحصل عليها، ووجدت نفسك أخيراً أنك لم تحصل على أي شيء؛ لأنك لم ترجع إلى مسبب الأسباب.
ففي الطريق إلى الامتياز تكون الأسباب من الجوارح، أما التوكل فهو في القلوب، فأنت مستمر في قلبك على التوكل على الله - سبحانه وتعالى -، واستخدام أسبابه التي سخرها لك، وعندما تستخدم الأسباب تتوكل على المولى - عز وجل - وتشكره وتحمده بعرفان تامٍّ.
ولذلك الضياع الموجود في هذه الدنيا مرده إلى الأخذ بالأسباب والاعتماد على التكنولوجيا، والاعتقاد أن هذا هو النجاح، أو أن هذه الأسباب هي التي نجحت الإنسان، فكن حريصاً جداً من هذا التقدم السريع أو الضياع فيه، فكلما وجدت اختراعاً يساعدك على التقدم فارجع في الحال إلى مسبب الأسباب الذي أعطاك القدرة على التفكير وعلى الابتكار فابتكرت ذلك، فاشكره واحمده وتوكل عليه؛ لأنه الذي