سخر لك الأسباب، وبذلك تكون طائعاً للمولى - عز وجل -.
وهنا تذكر أنه ورد في الآثار أن الله - سبحانه وتعالى - قال: عبدي أطعني أجعلك عبداً ربانيًّا تقول للشيء كن فيكون، وهنا دعني أشرح لك -أيها الشاب- هذه الجملة الرائعة:
- عبدي: وهذا تخصيص وتحديد، فمن الممكن أن يقول: يا عبد، ولكن الله - سبحانه وتعالى - قال: عبدي كما أنت تقول: ربي، أو أنك تقول: ابنتي، وهذا فيه تعظيم وتخصيص وتحديد للشخص الذي أمامك.
أطعني: أنت تقول: لماذا يا رب؟
فيقول لك الله - سبحانه وتعالى -: ابتعد عما أردتك أن تبتعد عنه، واقترب مما طلبت منك أن تقترب منه، وأطعني بما طلبت منك، أطعني تماماً أجعلك عبداً ربانيًّا؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - هو الذي يقول للشيء: كن فيكون، فيجعلك عبداً ربانيًّا، فالرسل والأنبياء جميعهم عباد الله الربانيون يقولون للشيء: كن فيكون، وسخر لهم الأسباب، فمنهم من كان يسير على الماء، ومنهم من كان يحيي الموتى، ومنهم من كان يكلم الطيور والحشرات والنباتات، وسخر الله لهم الجن، ومنهم من أعطاه الله - سبحانه وتعالى - معجزة القرآن الكريم المستمر إلى يوم الدين.