التي طلبت فيها مقابلته منذ فترة؛ فهل أستطيع لقاءه الآن؟! فقالت له: لقد تأخرت.. فقال لها على الفور: أنا لم أتأخر، ولقد أتيت في الميعاد المحدد.. فقالت له: إن الحكيم لا يمكث في مكان واحد أكثر من شهر واحد، ولقد ظل معنا هنا لمدة شهر ونصف؛ لذلك فأنت يجب أن تعود أدراجك، وتأتي إليه بعد شهر من الآن، واحرص ألا تتأخر..

فنظر إليها الشاب وهو يملأه الشعور بالألم لضياع الفرصة التي ظل طوال هذه المدة ينتظرها، وكان في شدة الضيق والحزن، ولكن لم يكن لديه أي حل آخر، فنزل من فوق الجبل وعاد أدراجه إلى بلده مرة أخرى، ولكن.. ماذا سيفعل وهو الآن لا يمتلك أي أموال؟! وبدأ يفقد الأمل مرة أخرى، ولكن كان هناك صوت بداخله يقول له: لا تيأس؛ فلا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة.

ومن هنا بدأ يفكر في أن يضع نفسه في الفعل مرة أخرى، وبالفعل وضع نفسه في الفعل مرة أخرى، وأخذ يعمل ليل نهار، ولا يضيع لحظة من وقته، وحان وقت لقائه بالحكيم، وجمع الأموال اللازمة للسفر، وركب الطائرة، وكرر نفس الرحلة العصبية مرة أخرى، وهو يحدوه الشوق ويدفعه الأمل، خاصة وأنه جاء في موعده تماماً هذه المرة، وتسلق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015