فتح عينيه ونظر إلى الخارج ورأى السحاب، وغرق في روعة ذلك المنظر الذي شاهده في الخارج، ثم تأمل كيف أن الله - عز وجل - أعانه حتى وصل إلى هناك، ثم إذا بقائد الطائرة يعلن الوصول بحمد الله - عز وجل -، وكان الشاب لم يزل بعد لا يصدق أنه قد وصل إلى المكان الذي سيل تقي فيه بالحكيم، وأنه بعد لحظات سوف يأخذه إلى الطريق إلى الامتياز، وبسرعة نزل من الطائرة واستقل إحدى سيارات الأجرة، وكان لا يملك الكثير من الأموال، وحين وصل إلى الجبل ونظر إليه فوجئ به جبلاً ضخماً عظيماً، وقد يستغرق منه ما لا يقل عن يوم كامل من التسلق للوصول إلى قمة الجبل، ولكنه لم يضيع وقته، فقد بدأ في تسلق الجبل والصعود إلى قمته حاملاً حقيبته التي فيها كل متعلقاته، وبعد يوم كامل من المشقة والعناء وصل أخيراً إلى قمة الجبل، وهناك وجد بيتاً صغيراً، فطار إلى الباب وهو لا يكاد يصدق أنه قد وصل الآن إلى ذلك الحكيم، وأنه بعد لحظة سيكون أمامه وجهاً لوجه.
وحين طرق الباب إذا به يجد أمامه امرأة عجوزاً لا يقل سنها عن الثمانين سنة، فنظرت إليه وقالت له: من أنت؟! فقال لها: إن عندي موعداً سابقاً مع الحكيم؛ فأنا الشاب الذي أرسلت إليه بتلك الرسالة