وابن حجر1، والسخاوي2- لم نجد ذكراً لتلك المحنة. ولعل في ذلك دليلاً على أنه تاب ورجع عن تلك القولة، وإلا كانوا بينوا ذلك، لأن الأمر خطير، ويتعلق بعدالة الرجل والحكم عليه. ثم إن اهتمام النقاد بأقواله في الجرح والتعديل، وتدوين أقواله في بطون كتبهم دليل آخر على سلامة عقيدته.
مكانته الاجتماعية:
لا تتوفر المعلومات الكثيرة التي توضح مكانته الاجتماعية ولكن يظهر من بعض الروايات أنه كان معروفاً في المجتمع، مبرزاً في فنه. حيث يروي الخطيب البغدادي عن إبراهيم الحربي3، قوله (كان أحمد بن حتبل يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق4 إلى ابن سعد، يأخذ منه جزأين من حديث الواقدي5، ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى، ثم يردهما ويأخذ غيرهما"6. وهذا يدل على الصلة العلمية بينهما.
وكذلك فإن ابن سعد كان أحد المحدثين السبعة الذين طلب المأمون إشخاصهم إليه، ثم طلب الإشهاد عليهم بعد إجابتهم، مما يدل على مكانتهم وأثرهم في مجتمعهم. فقد كان ابن سعد من وجهاء مدينة بغداد، بل ومن نخبة علمائها.
وقد عاشر الشيوخ فأفاد منهم، وخالطه التلاميذ فأفادوا منه، ولم يكن منطوياً على نفسه. نقل ابن أبي حاتم عن أبيه أنه قال: "رأيته جاء إلى