القواريري وسأله عن أحاديث فحدّث"1. ولو تصفحنا مجلداً واحداً من طبقاته الكبرى، لتعرفنا على عدد كبير من شيوخه، ومروياته عنهم. ولو لم يحسن العشرة، ويجيد الخلطة ويرتحل سعياً في طلب العلم، لقلَّت مشيخته وتقلصت مدرسته، وبالتالي ما كانت لتتوفر لديه هذه المعلومات المتنوعة التي ألف منها كتابه الحافل بمواد مختلفة من أنساب، وأخبار، وحديث، ونقد للرجال.

ثقافته:

أفاد ابن سعد من علماء عصره في البصرة وبغداد والكوفة والمدينة ومكة، هذه المدن التي كانت صاحبة الريادة العلمية في تلك الحقبة الزمنية التي عاشها. فلا شك أنه نهل من معينها الصافي، ورشف من تراثها الإسلامي العريق، وظهر أثر ذلك في كتابه (الطبقات الكبرى) الذي يوضح كثيراً من جوانب ثقافته. ولقد شهد له من عاصره، ومن بعده من العلماء بالعلم والفضل، وبمعرفته بالحديث وغيره.

فقال عنه تلميذه وراوي كتابه (الطبقات) الحسين بن فَهُم2: "كان كثير العلم كثير الحديث والرواية كثير الكتب، كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه"3.

وقال ابن النديم (ت 385هـ) : "كان عالماً بأخبار الصحابة والتابعين) 4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015