وبينُه خَرِبٌ ما فيه مُرتَقَبلٌ ... سِوى كُسيراتِ خُبْزٍ مِثْلِ جُلْمُودِ
برَفْضِ دَاودَ دُنْياهُ بأَجْمَعِهَا ... قد سَادَ حَقًّا جَميع الحُمْرِ والسُّودِ
طُوبَى له مِن فتى شَد الرِّحَالَ إلى ... رَوْض بَهيجٍ وطَلْحٍ ثَمَّ مَنْضُودِ
رَثُّ الثِّيابِ خَمِيصُ البطنِ مُتَّكِلٌ ... على العزيزِ بعِزِّ الفَوْرِ مَوْعُودٍ
هذا ومحاسن داود تجل عن الإحصاء، وتتجاوز حد الضبط، وفيما أوردناه منها دليلٌ واضحٌ على علو مقامه، وعظيم شانه، نفعنا الله ببركاته في الدارين، وجمعنا في مُستقر رحمته، وأبا حنا بحبوحة جنته، بمنه وكرمه آمين.
860 - داود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان
أبو سعد التنوخي، الأنباري
سمع جده إسحاق، وأبا الخطاب زياد بن يحيى الحساني، وغيرهما.
وحدث ببغداد، والأنبار، وروى عنه جماعة كثيرون.
قال علي بن المحسن: كان فصيحاً، نحوياً، لغوياً، حسن العلم بالعروض، واستخراج المعمى.
وصنف كتباً في اللغة على مذهب الكوفيين، وله كتاب كبير في " خلق الإنسان " متداول.
وكان أخذ عن يعقوب بن السكيت، ولقي ثعلباً فحمل عنه.
وكان يقول الشعر الجيد.
ولقي من الإخباريين جماعة؛ منهم: حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي.
وقال أحمد بن يوسف الأزرق: كان أبو سعد داود بن الهيثم كثير الحديث، كثير الحفظ للأخبار والأدب، والنحو واللغة والأشعار.
ولد بالأنبار.
ومات بها، سنة ست عشرة وثلاثمائة، وله من العمر ثمان وثمانون سنة. رحمه الله تعالى.
861 - داود بن يحيى بن كامل بن يحيى بن جُبارة بن عبد الملك -
ينتهي نسبه إلى الزبير بن العوام، رضي الله تعالى عنه -
القاضي عماد الدين والد الشيخ نجم الدين على القحفازي، الآتي في محله إن شاء الله تعالى.
قال ابن العديم: كان إماماً، مُحققاً، صالحاً.
ولي تدريس العزية الجوانية.
ومات سنة أربع وثمانين وستمائة. رحمه الله تعالى.
العالم، العامل، الفاضل، الكامل.
قال في " الشقائق ": اشتغل في بلاده أولاً، ثم ارتحل إلى مصر، وقرأ على عُلمائها التفسير والحديث والأصول.
وبرع في العلوم العقلية، وحصل علم التصوف.
وشرح " فصوص " الشيخ محي الدين ابن العربي، ووضع لشرحه " مُقدمة " تبين فيها أصول علم التصوف، يُستدل بها على مهارته.
قال: ولما بنى السلطان أورخان مدرسته ببلدة أزنيق، " وهي على ما يُقال "، أول مدرسة بُنيت في الدولة العثمانية، عين تدريسها للمولى داود، فدرس بها وأفاد، وصنف وأجاد.
قال: وكان عابداً، زاهداً، متورعاً، صاحب أخلاق حميدة. رحمه الله تعالى.
حرف الذَّال المُعْجَمة
نزيل عينتاب، المعروف بالفقيه.
أخذ عن مشايخ أذربيجان، وديار بكر، وغيرهم.
وقدم عينتاب، فأقام بها يشغل الطلبة.
وشرح " مُقدمة أبي الليث "، و " قصيدة البُستي ".
وتصدر بجامع النجار، بجوار ميدان عينتاب.
وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، مُشدداً في ذلك، إلى أن مات في رمضان، سنة سبع وسبعين وستمائة.
كذا ذكره في " الغُرف العلية "، نقلاً عن " تاريخ العيني ". رحمه الله تعالى.
حرف الرَّاء المهملة
864 - راجح بن داود بن محمد بن عيسى
ابن أحمد الهِنْدي الأحمداباذي
ولد في تاسع صفر، سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، بأحمداباذ.
ونشأ بها يتيماً، فإن أباه توفي في ثاني سني مولده، فقرأ على بلديه محمود بن محمد المقري الحنفي، في النحو، والصرف، والمنطق، والأصلين، والعروض، وغيرها، بحيث كان جل انتفاعه به، وقرأ على ملا مخدوم بن برهان الدين الحنفي، في الهيئة والكلام.
وبرع في الفنون، ونظم الشعر، مع جودة الفهم.
وحج هو وأخوه مُلا قاسم وعمهما، في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة، وكانت الوقفة بالجمعة.
وقرأ راجح المذكور على السخاوي في الحديث، رواية ودراية، وكتب له إجازة حافلة، وبالغ في الثناء عليه. رجحمهما الله تعالى.
865 - رافع بن عبد الله بن نصر بن سليمان
أبو المعالي، القاضي