وله كتب، منها: كتاب " ذكر الصالحين "، وكتاب " أحداث الزمان "، وكتاب " أجر البهائم "، وكتاب " فضائل القرآن ".
وتقدم ابنه أحمد.
856 - داود بن المُحبر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان
أبو سليمان الطائي البصري
نزل بغداد، وحدث بها عن شعبة، وحماد بن سلمة، وغيرهما.
وروى عنه جماعة؛ منهم: محمد بن إسحاق الصغاني، وغيره.
قال العباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين، وذكر داود بن المحبر، فأحسن عليه الثناء، وذكره بخير، وقال: ما زال معروفاً بالحديث، يكتب الحديث، وترك الحديث ثم ذهب فصحب قوماً من المعتزلة فأفسدوه، وهو ثقة.
وروى الخطيب بسنده عن العباس بن محمد المذكور، أنه قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: داود بن المُحبر ليس بكذاب.
قال يحيى: وقد كتبتُ عن أبيه المحبر بن قحذم، وكان داود ثقة، ولكنه جفا الحديث، ثم حدث.
قال - أعني الخطيب - بعد نقله كلام ابن معين هذا: قلتُ، حال داود ظاهرة في كونه غير ثقة، ولو لم يكن له غير وضعه كتاب " العقل " بأسره لكان دليلاً كافياً على ما ذكرته.
ثم روى بسنده إلى أبي الحسن علي بن عمر، أنه قال: كتاب " العقل " وضعه أربعة: أولهم ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه منه داود بن المحبر، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء، فركبه بأسانيد آخر، ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي، فأتى بأسانيد أخر. أو كما قال الدارقطني.
وروى الذهبي، بسنده إلى ابن ماجه: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا ابن المحبر، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، مرفوعاً: " ستفتح مدنة يقال لها قزوين، من رابط فيها أربعين ليلة كان له في الجنة عمود من ذهب، وزمردة خضراء على ياقوتة حمراء، لها سبعون ألف مصراع من ذهب، كل باب فيه زوجةٌ من الحور العين ".
قال الذهبي: فلقد شان ابن ماجة " سنته " بإدخال هذا الحديث الموضوع فيها.
ومات داود ببغداد، يوم الجمعة، لثمان مضين من جمادى الأولى، سنة ست ومائتين. رحمه الله تعالى، وتجاوز عنه.
857 - داود بن مروان بن داود الملطي الفقيه
العلامة، نجم الدين
ناب في الحكم على الحسام الرازي، ودرس بعدة أماكن.
وولى قضاء العسكر.
وكان ذا مروءة وعصبية، ومعرفة بالمذهب.
مات في ثالث شهر ربيع الأول، سنة سبع عشرة وسبعمائة. ودُفن بالقرافة.
وهو والد صدر الدين سليمان الآتي في بابه، إن شاء الله تعالى.
أخذ عن المولى لطفي، وابن المؤيد، وابن الحاج حسن، وغيرهم.
وصار مدرساً بعدة مدارس؛ منها إحدى الثمان.
وولي قضاء بروسة مرتين.
وكان من خيار الناس علماً، وعملاً، واتباعاً للحق.
وكانت وفاته بعد الأربعين والتسعمائة، تغمده الله تعالى برحمته.
الإمام، العالم، العامل، العابد، الزاهد، أحد أصحاب الإمام، وعين أعيان أئمة الأنام.
سمع عبد الملك بن عمير، وسليمان الأعمش، وغيرهما.
وروى عنه جماعة، منهم: إسماعيل بن عُلية، وغيره.
وكان داود ممن شغل نفسه بالعلم، ودرس الفقه وغيره من العلوم، ثم اختار بعد ذلك العزلة والانفراد والخلوة، ولزم العبادة، واجتهد فيها إلى آخر عمره.
وقدم بغداد في أيام المهدي، ثم عاد إلى الكوفة، وبها كانت وفاته.
قال ابن عيينة في حقه: كان داود الطائي ممن علم وفقه.
قال: وكان يختلف إلى أبي حنيفة، حتى نفذ في ذلك الكلام.
قال: فأخذ حصاة فحذف بها إنساناً، فقال له: يا أبا سليمان، طال لسانك، وطالت يدك!! قال: فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يُجيب، فلما علم أنه يصبر، عمد إلى كتبه فعرفها في الفرات، ثم أقبل على العبادة وتخلى.
قال الوليد بن عُقبة الشيباني: لم يكن في حلقة أبي حنيفة أرفع " صوتاً من " داود الطائي، ثم إنه تزهد، واعتزلهم، وأقبل على العبادة.
قال عطاء: كان لداود الطائي ثلاثمائة درهم، فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه.
قال: وكُنا ندخل عليه فلم يكن في بيته إلا باريةٌ، ولبنةٌ يضع عليها رأسه، وإجانةٌ فيها خبزٌ، ومطهرةٌ يتوضأ منها، ومنها يشرب.