ووثقة يحيى بن معين.
وقال شهاب بن معمر: كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال.
وقال الذهبي: هو أول من صنف التصانيف مع ابن أبي عروبة، وكان بارعاً في العربية، فصيحاً مفوهاً، صاحب سنة، وقع لي من عواليه أحاديث.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة: إنك تموت غداً ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً.
وقال عفان: رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة، ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير وقراءة القرآن، والعمل لله، منه.
وقال عمرو بن عاصم: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألف حديث.
وعن أحمد ابن حنبل، قال: إذا رأيت الرجل ينال من حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام.
وكان حماد يقول: من طلب الحديث لغير الله مكر به.
ومحاسن حماد وفضائله يطول شرحها.
وتوفي وهو في الصلاة، بعد عيد النحر، سنة سبع وستين ومائة، وقد قارب الثمانين. رحمه الله تعالى.
795 - حماد بن سليمان بن المرزبان، أبو سليمان
الفقيه، النيسابوري
قال الحاكم، في " تاريخ نيسابور ": لقى جماعة من الناس، وتفقه على كبر السن عند محمد بن الحسن، وروى عن الثوري، وشعبة. روى عنه أحمد بن الأزهر، ويلقب قيراطاً.
أحد أئمة الفقهاء، وأحد أعلام التابعين.
سمع أنس بن مالك، وتفقه بإبراهيم.
وروى عنه سفيان، وشعبة، وأبو حنيفة، وبه تفقه، وعليه تخرج وانتفع، وأخذ حماد عنه بعد ذلك، ومات في حياته، سنة عشرين ومائة.
قال أبو عمر بن عبد البر: أبو حنيفة أقعد الناس بحماد.
وقال ابن عدي: له غرائب، وهو متماسك، لا بأس به.
ونقل الذهبي توثيقه عن ابن معين، وغيره.
وروى له مسلم وأصحاب السنن.
وكان لحماد لسان سول، وقلب عقول، وكانت به بعد موته، وكان ربما حدث بالحديث، فتعتريه غشية، فإذا أفاق توضأ وأخذ من حيث انتهى.
وكان يفطر كل يوم من شهر رمضان خمسين إنساناً، فإذا كان يوم الفطر كساهم ثوباً ثوباً، وأعطاهم مائة مائة.
وقال ابن السماك: لما قدم ابن زياد الكوفة على الصدقة، كلم رجل حماداً أن يكلم ابن زياد أن يستعين به في بعض أعماله، فقال له حماد: كم تؤمل أن تصيب في عمل ابن زياد؟ قال: ألف درهم وقال: قد أمرت لك بخمسة آلاف درهم، ولا أبدل وجهي له. فقال: جزاك الله خيراً.
797 - حماد بن منصور بن الحسن، أبو منصور
الضرير، الفقيه
من أهل الكرخ. سمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني.
وحدث باليسير، وروى عنه أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم ابن عساكر، في " معجميهما ".
تفقه على أبيه، وأفتى في زمنه. وتفقه عليه ابنه إسماعيل المتقدم ذكره.
وهو من طبقة أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد.
وكان الغالب عليه الورع، قال الفضل بن دكين: تقدم حماد بن النعمان إلى شريك ابن عبد الله في شهادة، فقال له شريك: والله إنك لعفيف النظر والفرج، خيار مسلم.
وقال ابن خلكان: كان من الصلاح والخير على قدم عظيم.
ولما توفي أبوه كانت عنده ودائع كثيرة من ذهب وفضة، وغير ذلك، وأربابها غائبون، وفيهم أيتام، فحملها ابنه حماد المذكور إلى القاضي ليتسلمها منه، فقال له القاضي: ما نقبلها منك ولا تخرجها عن يدك، فإنك أهل لها وموضعها. فقال حماد للقاضي: زنها واقبضها حتى تبرأ ذمة أبي حنيفة، ثم افعل ما بدا لك. ففعل القاضي، وبقي في وزنها أياماً، فلما كمل وزنها استتر حماد فلم يظهر، حتى دفعها إلى غيره.
وكانت وفاته في ذي القعدة، سنة ست وسبعين ومائة. رحمه الله تعالى.
799 - حمد بن محمد بن حمدون بن مرداس
الفقيه البوزجاني
تفقه ببلخ على أبي القاسم الصفار، ثم سكن بنيسابور خمسين سنة إلى أن مات بها.
سمع عبد الله بن محمد بن طرخان البلخي، وابا العباس الدغولي، وغيرهما.
وسمع منه الحاكم أبو عبد الله.
مات، رحمه الله تعالى، في ذي القعدة، سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
والبوزجاني، بضم الباء الموحدة وسكون الزاي بعد الواو وفتح الجيم وفي آخرها النون. نسبةإلى بوزجان، قرية بين هراة ونيسابور، من بلاد خراسان.