فهذا الهلالُ الْبارِعُ الفُوقِ في العُلاَ ... سَيُؤتى كَمالَ البَدْرِ والشَّكلُ ضَيْغَمُ

وجُدْ يا شِهَابَ الدولةِ القَرْمَ كَاسْمِهِ ... به الدولةُ العَلْيَا تَهَدَّى وتزْحمُ

منها في المديح:

فلا زال عِزُّ الدِّين بالدِّين مُعْلَماً ... بتَقْريره في صَعْدَةِ الفِقْهِ لَهْذَمُ

تَضاءل في الفخْرِ الطَّرِيف الذي حَوَى ... تَليِدَ النِّجَارِ الهاشِميُّ المُفَخَّمُ

أبا طالِبٍ ساجِلْ به كُلَّ مُغْرِقٍ ... ولا غزوان يشلي الجوادُ المُطهَّمُ

ودُوَما دَواَم النَّيِّرَيْنِ فأنتُما ... لِكَفِّ النَّدي قلبٌ نَفيسٌ ومِعصَمُ

ولولا كما كان العراقُ مُنَغَّصاً ... إلي ولم أحْمَدْهُ وهوَ مُذَمَّمُ

وما خِلتني الغِرَّ وفي النَّاسِ عالِمٌ ... ويُرْزَقُ بي أهلُ الْقَريض وأحْرَمُ

هَرَبْتُ فَظَنَّ الغِمْرُ أنِّي يَرَاعَةٌ ... وقد يُحْجِمُ المَغْلُوبُ مِن حيثُ يُقْدِمُ

لِفَقْدِ المعَاني أصبَحَ الشِّعْرُ كاسِداًهو السِّلْكُ وهْوَ الدُّرُّ في السِّلْكِ يُنْظَمُ

تَهُونُ القَوَافي عندَ مَن هانَ عِرْضُهُ ... وفيهِنَّ جَرْحٌ لِلْكَرِيمِ ومَرْهَمُ

ولكن إذا لم يُكْرِمِ العِلمَ أهْلُهُ ... فكيَف يُرَجَّى في الأجانبِ مُكْرِمُ

تَوَسَّمْتُ في الدنيا الأناةَ إنَّما ... يَرَى الغامِضاتِ الفارسُ المُتَوسِّمُ

وقال أيضاً يمدحه: تَصابَى في المَشِيبِ ومَن تَصابَى كما في غِمْدِهِ الهِنْدِيُّ صَابَا

وما لَمْعُ ابْيضاضِ الشَّيْبِ إلا ... لِيُورِدَهُ من العَيْشِ الشَّرابَا

أماراتُ التَّناقُص لا تُوارَى ... وطَوْعُ يَدِ الحوادِثِ لا يُجابَى

لَتَرْتيبُ الحَياةِ أشَدُّ خطْبِّا ... جَنَى عَسَلاً وصَبَّ عليه صَابَا

ولو خُيِّرْتُ لم يَكُن اخْتِيارِي سِوَى أنْ يَسْبِقَ الشَّيْبُ الشَّبابا قَطَاةٌ في الهدايةِ كان فَوْدِي وإنْ سَمَّتْهُ بَعْشَتُهُ غُرابَا

لقد رُفِعَ الشبابُ وكان بيني ... وبين وِصَالِ مَن أهوَى حِجَابَاً

ألا لا يَكْشِفَنْ بَرَدَ الثَّنايا ... فلَو قَبَّلْتُه نَفَسِي لَذَابَا

وليس لِوَصْلِ مَن يُدْعَى فيأتِي ... عُذُوبةُ وَصْلِ مَن يُدْعَى فَيَابَى

يقول الناسُ ما أوْجَفْتَ خَيْلاً ... على مُتَهضِّمِيكَ ولا رِكَابَا

بِشِعْرِكَ أمْ بِشَعْرِكَ لاح شَيْبٌ ... فقلتُ كِلاهما ضَعُفَا وشَابَا

وذاك لأنَّ رِيح الظُّلْمِ هَبَّتْ ... عليه فصار أمْدَحُهُ عِتَابَا

فيا لَيْتَ الذي أعطى وُعُوداً ... حَثَا في وَجْهِ مادحهِ التُّرابَا

فقد يَجِدُ الوَرَى في التُّرْبِ تِبْراً ... ويُثْرِبُ طالبُ النُّجْحِ الْكِتَابَا

وقد مَخَضَتْ وطَابَ الشِّعْر قَبْلِي ... يَدٌ أخْلَتْ مِن الزُّبْدِ الوطَابَا

ولكنِّي تَتَبَّعْتُ الخَفَايَا ... بِفِكْرٍ ذَلَّلَ النُّكَتَ الصِّعابَا

ولِلَّيْرُوزِ في الزَّوْرَاءِ سُوقٌ ... ومَن بالجِدِّ أم بالهَزْلِ خَابَا

هي الدَّارُ التي يَلْقاكَ فيها ... حَبِيبُكَ يومَ نَائِبَةٍ حَبابَا

وما الْعَرَبيُّ بالأعرابِ نَاجٍ ... إذا عَدِمَ القَلائِصَ والعِرَابَا

ولولا أنَّ ذا الشَّرَفَيْنِ بَحْرٌ ... لِعِفْتُ مع الصَّدَى النُّطَفَ العِذَابَا

غَدَا لِقلائِدِ الأوصْافِ جِيداً ... وقَلَّدَ جُودُه الْمِنَنَ الرِّقابَا

كأني كلَّما انْتظَمتْ مَعانِي ... أمِينِ الدَّوْلةِ اسْتَفْتَحْتُ بابَا

كأنَّ الفَضْلَ سِيقَ إليه ذوْداً ... لِيأخُذَ حَقَّهُ ويَرُدَّ نَابَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015