وكم قد {َوَيْنَا مِن عَوَاليكَ مُسْنَداً ... بيوم نَوالٍ عن عَطاءٍ وعن بشرِ

لكَ اللهُ مِنْ مَلْكٍ نَدَى جُودٍ كَفِّهِ ... يُساجِلُ مَوْجَ البحرش بالشِّيمِ الغُرِّ

أصابعه عَشْرٌ تَزيدُ على المَدَى ... فلا غَزْوَ أن أَغْنَتْ عن النِّيلِ في مصرِ

فقُمْ وارتشِفْ يا صاحِ من فَيْضِ كَفِّهِ ... لِتَرْوِي حديثَ الجُودِ من طُرُقٍ عشرِ

وقُلْ باسْمِهِ اللهُ أعْطَى وأيَّدَ ال ... مَمَالِكِ بالفَتْحِ المُبِينِ وبالنَّصْرِ

فيا جُودَ تَغْرِى بَرْمَشٍ بعُفَاتِهِ ... تَرَفَّقْ لِئَلاَّ تُغْرِقَ الناسَ في بَحْرِ

مقرٌ كريمٌ عالِمٌ ومُحدِّثٌ ... فصيحٌ بليغٌ فارسُ النَّظْمِ والنَّثْرِ

محطُّ رِحالِ الطَّالبينَ ومَلْجَأَال ... عُفاةِ وأمْنُ الخائفينَ مِن الفَقْرِ

فقيهٌ إمامُ العَصْرِ شَرْقاً ومَغْرِباً ... سَنَاهُ عِشاًكالصُّبْحِ والشمس في الظُّهْرِ

أميرٌ أطاع الله أَمْرِهِ ... وراقَب رَبَّ المُلْكِ في السِّرِّ والجهرِ

أميرٌ يُمِيرُ الناسَ عَذْبُ نَمِيرِهِ ... إذا ضنَّتِ السُّحْبُ الهَوامِعُ بالنَّزْرِ

فكم سدَّ مِن ثغرٍ وكم شادَ مِن عُلاً ... وكم شَدَّ من أزْرٍ وكم حطَّ من وِزْرِ

بأفْقِ سَماهُ قلعةُ الجَبلِ ازدهتْ ... فمَدَّتْ جَناحاً فوقَ قادِمَةِ النَّسْرِ

وَحِفْظاً غَدَتْ ذاتُ البُرُوجِ وزُيِّنَت ... به من حُلاهُ الغُرِّ بالأنجُمِ الزُّهْرِ

حَمَى حَوْزَة الإسْلامِ بالبَاْسِ والنَّدَىوجهَّزَ جَيْشَ النَّصْرِ في اليُسْرِ والعُسْرِ

بِكُلِّ حَدِيدِ الطرفِ أسْمَرَ إن رَنَا ... إلى مَقْتَلٍ أصْماهُ بالنَّظَرِ الشَّزْرِ

ومن أبيضٍ لا يعرفُ الصفحَ إنَّما ... يُقابلهُمْ بالحَدِّ في لَبَّةِ النَّحْرِ

مَضارِبُهُ لا تنثنِي عن ضَريبةٍ ... إذا راحَ يَحْكي البحرَ في المد والجَزْرِ

بريشِ ويبرِي لِلْعِدَى منه أسهُماً ... وفي السَّلْمِ والجدوى يَريشُ ولا يَبْرِي

إذا اعْتَقَلَ الخَطِّيَ كَلَّمَ خَصْمَهُ ... بِطُولِ لِسان في تلهبِهِ جَهْرِي

يُريهم يَقِينَ الموت بالشَّكِ سُرعةً ... ويستخرج الأضغان من داخل الصدر

وإن جرد الهِندي عاينتَ شُعْلَةً ... لها شررٌ ترمي به الدهر كالقَصْرِ

يجُرُّهُم لِلْمَوْتِ نُونٌ قِسِيَّهِ ... وما خِلتُ أن النُونَ مِن أحْرُفِ الجرِّ

مُواظبة للخَمْسِ في طَوْعِ رَبِّها ... وخِدْمةِ باريها مُلازمة الوتْرِ

لمُدْرِكةٍ تُنمي كِنَانةُ سَهْمِهِ ... وعامِله المَيَّادُ يُعزى إلى النَّضْرِ

وأسيافُه مَشْهورةٌ في عِداته ... تُذِيقُهُم بالنكرِ عاقبةَ المَكْرِ

حماسَتُهُ يومَ اللقَا أم تَغَزُّلٌ ... يُرِيكَ افْتِناناً منه بالبِيضِ والسُّمرِ

فما اضْطَرَبَتْ في غير قلب سيُوفُهُ ... ولا اختلجَتْ أرْماحُه في سِوى الصَّدْرِ

فيا للسَّجايا البَرْمَكِية عُوضت ... من الكافِ ش] ئاً كم به نِلتَ من فَخْرِ

وكم حُزْتَ من أجرٍ وأوليتَ مِن ندىً ... ويَسَّرْتَ مِن عُسْرٍ وأنقَذْتَ من أَسْرِ

ويا حافظَ الإسلامِ من طَعْنِ جاهلٍ ... يُصيبُ ويُخْطي في الحديث ولا يدرِي

مَدَدْتُ يَدَ النَّعْمَا بجُودٍ قَصَرْتَهُ ... عليكَ لقد أبدعت في المدِّ والقَصْرِ

وكم لكَ في الهَيْجاءِ مِن عَرَبيَّةٍ ... تُباهِي بها الأقرانَ في الكَرِّ والْفَرِّ

لِصَهْوَتِهَا يا فارِسِيَّ زَمانِه ... نَحَوْتَ فلم تَعْبَأ بِزَيْدٍ ولا عمرو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015