567 - بشر بن الوليد بن خالد، أبو الوليد الكندي، الإمام

مات في آخر ذي القعدة، من سنة خمس عشرة ومائتين، وقبره في مقبرة الحسين بن معاذ.

قاله في " الجواهر "، نقلاً عن الحاكم.

566 - بشر بن المعلى

قال في " الجواهر ": روى عن أبي يوسف أن الحج بعد اجتماع الشروط، يعني شُروط الوجوب، يجب على الفور، حتى يأثم بالتأخير، ذكره شمس الأئمة في " المبسوط ".

567 - بشر بن الوليد بن خالد، أبو الوليد

الكندي، الإمام

أحد أعلام الأئمة، المشهورين من علماء هذه الأمة.

سمع مالك بن أنس، وعبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن الغسيل، وحماد بن زيد، وصالحاًالمري، وحشرج بن نباتة، وشريك بن عبد الله وأبا الأحوص سلام بن سليم، وابا يوسف، وكان أحد أصحابه، وعنه أخذ الفقه.

وروى عنه الحسن بن علويه القطان، وأحمد بن الوليد بن أبان، وأحمد بن القاسم البرتي، وأحمد بن علي الأبار، وغيرهم.

وكان جميل المذهب، حسن الطريقة، وولي القضاء بعسكر المهدي، من جانب بغداد الشرقي، لما عزل عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومي، وذلك سنة ثمان ومائتين، وأقام على ولايته سنتين، ثم عزل، وولي القضاء بمدينة المنصور، في سنة عشر، فلم يزل متولياً إلى أن صرف عنه، في سنة ثلاث عشرة ومائتين.

حدث طلحة بن محمد بن جعفر، قال: لما عزل المأمون إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة استقصى على مدينة المنصور أبا الوليد بشر بن الوليد الكندي، وكان بشر علماً من أعلام المسلمين، وكان عالماً، ديناً، خشناً، (مهذب الحكم) ، واسع الفقه، وهو صاحب أبي يوسف، ومن المقدمين عنده، وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يُمكن جمعه.

وقال طلحة: حدثني عبد الباقي بن قانع، عن بعض شيوخه، أن يحيى بن أكثم شكا بشر بن الوليد إلى المأمون، وقال: إنه لا يُنفذ قضائي. وكان يحيى قد غلب على المأمون، حتى كان عنده أكبر من ولده، فأقعده المأمون على سريره، ودعا بشر بن الوليد، فقال له: ما ليحيى يشكوك، ويقول: إنك لا تنفذ أحكامه.

قال: يا أمير المؤمنين، سألت عنه بخراسان فلم يحمد في بلده، ولا في جواره.

فصاح به المأمون، وقال: اخرج.

فخرج بشر، فقال يحيى: يا أمير المؤمنين، قد سمعت فاصرفه.

فقال: ويحك، هذا لم يراقبني فيك، أصرفه!! فلم يفعل.

وعن أحمد بن الصلت، قال: سمعت بشر بن الوليد القاضي، يقول: كنا نكون عند ابن عيينة، فكان إذا وردت عليه مسألة مشكلة يقول: ها هنا أحد من أصحاب أبي حنيفة؟ فيقال: بشر. فيقول: أجب فيها. فأجيب، فيقول: التسليم للفقهاء سلامة في الدين.

وكان بشر يُصلي كل يوم مائتي ركعة، وكان يُصليها بعدما فلج.

وعن أبي قدامة، قال: لا أعلم ببغداد رجلاً من أهل الأهواء والرافضة، إلا كانوا مُعينين على أحمد بن حنبل، ما خلا بشر بن الوليد الكندي، رجل من العرب.

وعن محمد بن سعد، قال: بشر بن الوليد الكندي، روى عن أبي يوسف القاضي كتبه وإملاءَه، وولي القضاء ببغداد في الجانبين جميعاً، فسعى به رجل، وقال: إنه لا يقول: القرآن مخلوق. فأمر به أمير المؤمنين أبو إسحاق المعتصم أن يحبس في منزله، ووكل ببابه الشرط، ونهى أن يفتى أحداً بشيء، فلما ولي جعفر بن أبي إسحاق الخلافة، أمر بإطلاقه، وأن يُفتي الناس ويحدثهم، فبقي حتى كبرت سنه.

وقد وثقه أبو علي صالح بن محمد، ووثقه الدارقطني أيضاً، ونقل الخطيب عن بعضهم تضعيفه.

وقد مدح وهجى كغيره من الأفاضل المحسودين، فمما هجى به قول بعضهم، حين ولي قضاء عسكر المهدي:

يا أَيُها الرجلُ المُوَحِّدُ رَبَّهُ ... قاضِيكَ بشرُ بن الوليد حِمارُ

يَنْفِي شهادة من يَدِينُ بما بِهِ ... نَطَقَ اكتابُ وجاءت الآثارُ

ويعُدُّ عَدْلاً من يقول بأنه ... شيخٌ تُحيطُ بِجِسْمِهِ الأَقْطارُ

وممن مدحه ربيعة بن ثابت الرقي، بأبيات حسنةٍ، وهي هذه:

بشرٌ يجُودُ بمالِهِ ... جُودَ السَّحائِبِ بالدَيَمْ

وأبو الوليدِ حوَى النَّدَى ... لمَّا تَرَعْرَعَ واْتَلَمْ

وأَعَزُ بَيْتٍ بَيْتُه ... بيتٌ بَنَتْهُ له إرَمْ

عَمَرْتْهُ كِنْدَةُ دَهْرَها ... وبَنَى فَأَتْقَنَ ما انهدَمْ

بِشْرٌ يجودُ برفدهِ ... عَفْواً ويكشفُ كلَّ غَم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015