565 - بشر بن القاسم بن حماد بن عبد ربه، أبو سهل الفقيه، السلمي، الهروي، النيسابوري المعروف ببشرويه

وكان أبو يوسف، يقول له: طلب العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم، وإذا صار الشخص رأساً في الكلام، قيل: زنديق، أو رمى بالزندقة، يا بشر: بلغني أنك تتكلم في القرآن، إن أقررت أن لله علماً خصمت، وإن جحدت العلم كفرت.

وكان يزيد بن هارون يحرض أهل بغداد على قتل بشر المريسي.

وروى عن بعض العلماء الصلحاء، أنه قال: رأيت ليلة الجمعة، ونحن في طريق خراسان في مفازة إبليس في المنام.

قال: وإذا بدنه ملبس شعراً، ورأسه إلى أسفل، ورجلاه إلى فوق، وفي بدنه عيون مثل النار.

قال: فقلت له: من أنت؟ قال: أنا إبليس.

قال: فقلت له: وأين تريد؟ قال: بشر بن يحيى. رجل كان عندنا بمرويرى رأى المريسي.

قال: ثم قال: ما من مدينة إلا ولي فيها خليفة.

قلت: من خليفتك في العراق؟ قال: بشر المريسي، دعا الناس إلى ما عجزت عنه، قال: القرآن مخلوق.

وروى عن بشر أنه قال: القول في القرآن قول من خالفني، وغير مخلوق.

فقيل له: أما ترجع عنه؟ قال: أرجع عنه! وقد قلته منذ أربعين سنة: (وقد صنفت) فيه الكتب، واحتججت فيه بالحجج. فنعوذ بالله تعالى من العناد، والإصرار على ما يؤدي إلى البوار، ودخول النار.

وروى أن بشراً دخل يوماً على سفيان بن عيينة، وعنده أصحابه، فأخذ يتكلم بمهملاته، فقال ابن عيينة: اقتلوه.

قال ابن خلاد: فأنا كنت ممن ضربه بيده.

وقيل لسفيان بن عُيينة: إن بشراً المريسي، يقول: إن الله تعالى لا يرى يوم القيامة. فقال: قاتله الله، ألم يسمع الله يقول: (كَلاَ إِنَّهُم عَنْ رَبِّهِمْ يومئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) ، فجعل احْتجابه عنهم عُقوبة لهم، فإذا احتجب عن الأولياء والأعداء، فأي فضل للأولياء على الأعداء؟! وروى أن بشراً دخل على أبي يوسف، فقال له أبو يوسف: حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر حديث الروية.

ثم قال أبو يوسف: إني والله مؤمن بهذا الحديث، وأصحابك يُنكرونه، وكأني بك قد شغلت على الناس (خشبة باب الجسر، فاحذر) .

وحدث بعض الثقات، أنه لما مات بشر المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم والسنة أحد إلا عُبيد الشونيري، فلما رجع من جنازته أقبل عليه أهل السنة والجماعة، وقالوا: يا عدو الله تنتحل السنة، وتشهد جنازة المريسي؟ قال: أنظروني حتى أخبركم، ما شهدت جنازة رجوت بها من الخير ما رجوت في شهود جنازته، لما وضع في موضع الجنائز، قمت في الصف، فقلت: اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتكفي الآخرة، اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك الكريم يوم ينظر إليك المؤمنون، اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان، اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة، اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر، اللهم، فعذبه اليوم في قبره عذاباً لم تعذبه أحد من العالمين، اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة، اللهم فلا تشفع فيه أحداً من خلقك يوم القيامة.

فسكتوا عنه، وضحكوا.

وحدث أحمد ابن الدورقي، قال: مات رجل من جيراننا شاب، فرأيته في الليل وقد شاب، فقلت: ما قصتك؟ قال: دفن بشر في مقابرنا، فزفرت جهنم زفرة شاب منها كل من في المقبرة.

وكانت وفاته سنة ثمان عشرة ومائتين، ويقال سنة تسع عشرة.

والمريسي، بفتح الميم وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها السين المهملة، نسبة إلى مريس، قرية بأرض مصر، قاله الوزير أبو سعد، في كتاب " النتف والطرف ".

ثم قال: وإليها يُنسب بشر المرسي، وإليه تُنسب الطائفة المريسية.

قال في " الجواهر ": وله أقوال في المذهب غريبة.

منها؛ جواز أكل لحم الحمار.

ومنها: وجوب الترتيب في جميع العمر، ذكره عنه صاحب " الخلاصة " في باب قضاء الفوائت، قال: وربما شرط بعض الترتيب في جميع العمر، كقول بشر. هكذا أطلقه، وهو بشر المريسي هذا. انتهى.

565 - بشر بن القاسم بن حماد بن عبد ربه، أبو سهل

الفقيه، السلمي، الهروي، النيسابوري

المعروف ببشرويه

والد الحسن، والحسين، وسهل، قضاة نيسابور، وفقهاء أصحاب أبي حنيفة بها، وسيأتي كل منهم في بابه، إن شاء الله تعالى.

سمع بشر مالك بن أنس، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وشريك بن عبد الله القاضي، وحماد بن زيد.

روى عنه بنوه الثلاثة المذكورون، وأيوب بن الحسن، في آخرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015