أَرَأَيْتُمُ مَن دَرَأ النُّوَبَا ... وأتى قُرَباً ونَفَى الرِّيَبَا
فَبَدَا عَلَماً وَسَما كَرَمًا ... ونَمَا قَدَماً ولقد غَلَبَا
وساق القصيدة بتمامها، ثم قال: وأعطاني المقر العالي صرغتمش، أيده الله تعالى، جائزة هذه القصيدة، يوم أنشدتها، عشرة ألف درهم، وملأ يوم الدرس بركة المدرسة بالسكر وماء الليمون، فسقى بذلك الناس أجمعين، وخلع على بعد الدرس خلعتين، وخلع على ابني همام الدين أيضاً، ثم لما خرجت حملني على بغلة شهباء، مع السرج. المُفضض واللجام، وكان اليوم يوماً يؤرخ، فيا لها قصة في شرحها طول.
انتهى ما نقلته عن الصفدي، مع حذف ما ليس في ذكره كبير فائدة، وأما هو فقد نقله بحروفه.
قلت: أما علم الشيخ، وفضله، وإتقانه، فما لا يشك فيه، وأما إنشاؤه نثراً ونظماً، فالذي يظهر من كلامه، وعقود نظامه، أن العربية وإن كان يعرف دقائقها، فليست له بسجية، تغمده الله تعالى برحمته، وأباحه بحبوحة جنته، آمين.
554 - أمير غالب بن أمير كاتب، ابن أمير عمر، ولد الذي قبله
همام الدين، ابن الإمام العلامة قوام الدين، الإتقاني
ذكره علاء الدين ابن خطيب الناصرية، في " تاريخه "، وقال: ولي قضاء دمشق، وكان رئيساً، عالماً، حسن الأخلاق والشكل، عادلاً في أحكامه، اعتمد على العلماء من نوابه، وتخلى عن الأشياء، ورفه نفسه عن التعب.
توفي، رحمه الله تعالى، سنة أربع وثمانين وسبعمائة، بدمشق، وقد قارب الخمسين سنة، رحمه الله تعالى.
نقلت هذه الترجمة من خط أحمد بن محمد ابن الشحنة، رحمه الله تعالى.
555 - أيوب بن أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم
ابن طارق بن سالم بن النحاس الأسدي الحلبي
الإمام العلامة، بهاء الدين، أبو صابر
ولد سنة سبع عشرة وستمائة.
وسمع بمكة من ابن الجُميزي، وبالقاهرة من يوسف الساوي، وببغداد من ابن الخازن.
ودرس، وأفتى، وحدث.
ومات في ليلة يسفر صباحها عن ثاني شوال، سنة تسع وتسعين وستمائة.
وذكره الصفدي، في " أعيان العصر، وأعوان النصر "، وحكى أنه كان مدرس القليجية، وشيخ الحديث بها، ثم قال: لم يزل بمدرسته في الإفادة، وألف هو هذه العادة، ورآها كما يرى المحب محبوبته الغادة، إلى أن نحا النحاس حينه، وتولع به بينه. انتهى.
556 - أيوب بن الحسن الفقيه، الزاهد
أبو الحسين، النيسابوري
تفقه عنه محمد بن الحسن.
وكان من خواص أصحابه إبراهيم بن محمد بن سفيان.
قال الحاكم أبو عبد الله بن البيع: سمعت محمد بن يزيد العدل، يقول: كان إبراهيم بن محمد بن سفيان مجاب الدعوة، وكان من أصحاب أيوب بن الحسن الزاهد، صاحب الرأي، الفقيه الحنفي، انتهى.
مات أيوب سنة إحدى وخمسين ومائتين، رحمه الله تعالى.
قرأ على المولى أياسلوغ جلبي، والمولى خضر بيك، ودأب، وحصل.
وصار مُعلماً للسلطان محمد خان، وهو صغير، ثم أنه اشتغل بالعبادة، وانقطع إلى خدمة مولاه.
وكان له عناية تامة بتصحيح الكتب وتحشيتها.
وكان من عباد اله الصالحين، وقد قيل: إنه قطب قبل موته، تغمده الله تعالى برحمته.
كذا قاله في " الشقائق "، رحمه الله تعالى.
حرف الباء
أحد فضلاء الديار الرومية.
اشتغل، وحصل، ودرس ببعض المدارس.
ومات وهو مدرس بإحدى المدرستين المتجاورتين بأدرنة، في أوائل سلطنة السلطان سليم خان الأول، وكان يشغل الطلبة، وانتفع به جماعة كثيرة، رحمه الله تعالى.
أخذ عن ابن المؤيد، ولازمه، وكان يشهد له بالفضيلة.
ودرس بعدة مدارس، منها المدرسة الحلبية بأدرنة، وتوفي وهو مدرس بها، سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة.
وكان مُكباً على الاشتغال، وله مشاركة في فنون كثيرة، وله كتابة على مواضع من " شرح المفتاح " للسيد، قدس الله روحه.
أحد فضلاء الدولة العثمانية.
قرأ على المولى خطيب زاده، وصار ملازماً منه، وأخذ عن غيره من فضلاء تلك البلاد.
وصار مدرساً بعدة مدارس، وولي بالمدارس الثمان مرتين، وولي قضاء بروسة مرتين.