ورأيت في " ذيل الشقائق " لبعضهم، أن وفاته كانت في ليلة الاثنين، تاسع عشري رجب الفرد، سنة ثمان وستين وتسعمائة، تغمده الله تعالى برحمته ورضوانه.
ومن أولاده فخرُ القضاة والمدرسين، عمدة الفضلاء والمحققين، كمال أفندي، قاضي مدينة سلانيك الآن، ممن يوصف بالعلم، والفضل، والدين، والورع، والتعفف عن كثير مما جرت عادة قضاة الزمن بتناوله.
ولم أجد حين كتابتي لهذه الترجمة من يشرح لي أحواله مفصلة، فاكتب ما يليق به، وإن شاء الله تعالى إذا رأيته، وتيسر لي أن أسأله عن ترجمة نفسه، وعن ما يعرف من أخبار آبائه وأجداده، مما يتعين كتابته في تراجمهم، وتيسر له إفادة ذلك، لا أهمل إعطاء كل حقه، وإنما أكتبه بالفاء والواو، وإن تعسرت أو تعذرت ملاقاة الكمال، ورأيت أحداً يعرف مقامات الرجال، ويعتمد عليه في رواية ما يقال، لا أهمل شيئاً مما يتصل بعلمي، أو يغلب عليه الصدق في ظني.
392 - أحمد بن مصطفى، الشهير والده بمركز خليفة
الرومي
أخذ علم الحديث، والتفسير، والعربية، عن والده، وفاقه في العلم، ثم اشتغل بعلم التصوف والوعظ والتذكير، وانتفع به كثير من الناس، وصنف بعض الرسائل.
وتوفي سنة ثلاث وستين وتسعمائة.
وكان والده المذكور، من أهل العلم بالتفسير، والتصوف والتذكير، وتُوفي سنة تسع وخمسين وتسعمائة، رحمه الله تعالى.
قال في " الجواهر ": قال في " الفتاوي " رؤية الله تعالى في المنام، تكلم فيه المشايخ، فقال أكثر مشايخ سمرقند: لا يجوز، حتى قيل لأحمد بن مضر: إن الرجل يقول: رأيت الله في المنام.
فقال أحمد: إن مثل الإله الذي رآه في المنام كثير ما يراه الناس في السوق كل يوم.
وقال أبو منصور الماتريدي: هو شرٌ من عبادة الوثن.
واستحسن جواب أحمد، والسكوت في هذا الباب أحسن. انتهى.
394 - أحمد بن منصور، أبو نصر
الأسْبيجابي، القاضي
أحد شراح " مختصر الطحاوي ".
كان من المُتبحرين في الفقه، ودخل سمرقند، وجلس للفتوى، وصار المرجع [إليه] في الوقائع، وانتظمت له الأمور الدينية، وظهرت له الآثار الجميلة.
ووجد بعد وفاته صندوق له، فيه فتاوى كثيرة، كان فقهاء عصره أخطأوا فيها فوقعت عنده، فأخفاها في بيته، لئلا يظهر نُقصانهم، وما تركها في أيدي المستفتين، لئلا يعملوا بغير الصواب، وكتب سؤاللاتهم ثانياً، وأجاب على الصواب.
قال في " الجواهر ": ولم يذكر السمعاني هذه النسبة. انتهى.
قلت: ستأتي في الأنساب بينة على وجه الصواب، إن شاء الله تعالى.
وأما تاريخ وفاته فلم أقف عليه، لكن رأيت بخط بعضهم أنه بعد الثمانين وأربعمائة. والله تعالى أعلم.
395 - أحمد بن منوصر الفقيه، الحافظ
الطبري
المستوطن بسمرقند.
قال في " الجواهر ": قال الأسبيجابي أحمد بن منصور أبو نصر، في آخر " شرحه لمختصر الطحاوي ": وكان الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن بكر نشر هذه المسائل، وكان في نشرها وذكرها سابقاً إمام كل عصر، وقوام كل دهر، إلا أنه لم يجمعها في مؤلف، وبعده الشيخ الفقيه الحافظ أحمد بن منصور الطبري، المتوطن بسمرقند، أكرمه الله تعالى في الدارين، جمعها على غاية من التطويل، وهو في كل ذلك مفيد، وفي جمعها مجيد. ثم أشار بعد ذلك في كلامه إلى أنه هذب هذا منها، والله أعلم.
396 - أحمد بن موسى بن علي، أبو العباس، الجلاد
الفرضي، النحلي
قال الخزرجي: كان فقيهاً، فاضلاً في مذهب الإمام أبي حنيفة، إماماً في الفرائض والجبر والحساب، وله مصنفات مفيدة.
أخذ عن والده، وغيره، وانتفع به خلق كثير، لا سيما في الفرائض، والحساب، والهندسة.
وكانت ولادته في الثامن والعشرين من ذي الحجة، [في آخر سنة سبعمائة، وتوفي في الثامن عشر من ذي الحجة] سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة.
397 - أحمد بن موسى بن عمرو، أبو العباس
الحلبي، شهاب الدين
مدرس الفارقانية، بالقاهرة، بعد الشيخ نجم الدين إسحاق الحلبي، ودرس، وأفتى.