وكانت وفاته ببخارى، ليلة الجمعة، ثامن المحرم، سنة خمس وخمسين وستمائة، ودفن بكلاباذا، رحمه الله تعالى.
سكن دمشق، وتفقه على الشيخ جلال الدين عمر الخبازي، وقرأ عليه الأصول.
وتفقه عليه العلامة محيي الدين الأسمر.
وشرح " الجامع الكبير " في أربع مجلدات، وسماه " التقرير "، مات ولم يكمل تبييضه، فكمله والده أبو المحاسن محمود، وله " شرح عقيدة الطحاوي ".
ولم أقف له على تاريخ وفاة، رحمه الله تعالى.
389 - أحمد بن مسعود بن علي، أبو الفضل
التُركستاني، الفقيه
المنعوت ضياء الدين
قدم بغداد، وسكنها، واختص بخدمة الوزير ناصر بن مهدي العلوي، وكان ينفذه في الرسائل من الديوان إلى الأطراف، وكان يعرضُ عليه الرقاع للناس.
ثم لما عزل ابن مهدي عن الوزارة، رتب مدرساً بمشهد أبي حنيفة، بباب الطاق، وجعل إليه النظر في أوقافه، والرياسة على أصحابه، وخلع عليه خلعة سوداء، وخوطب بالاحترام التام.
وكان قد ثقفه، وبرع في علم النظر، وانتهت إليه الرياسة في مذهب أبي حنيفة، وكان عفيفاً، نزهاً، ولم يكن الحديث من فنه، لكن شرفه الإمام الناصر لدين الله، بأخذ الإجازة له من أصحاب المذاهب الأربعة.
وكانت وفاته في ليلة السبت، السادس والعشرين من ربيع الآخر، سنة عشر وستمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بمقبرة الخيزران، المجاورة لمشهد أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه، وكان شاباً.
سمع منه جماعة من الفقهاء، رضي الله عنهم.
390 - أحمد بن المصدق بن محمد، أبو حنيفة
النيسابوري
ذكره ابن النجار، وقال: قدم بغداد حاجاً وحدث بها عن أبي يعقوب النجيرمي، روى عنه على السجزي. انتهى.
وسيأتي الكلام على هذه النسبة في محله.
391 - أحمد بن مصطفى بن خليل
الشهير بابن طاش كبرى
صاحب " الشقائق النعمانية ".
مولده في الليلة الرابعة عشرة، من شهر ربيع الأول، سنة إحدى وتسعمائة.
ذكر في " شقائقه " أنه قرأ على المولى علاء الدين اليتيم، " المقصود " في الصرف، و " تصريف العزى "، و " المراح "، و " المصباح " في النحو، للإمام المطرزي، و " كافية ابن الحاجب "، وقطعة من " الوافية، في شرح الكافية "، وقرأ على عمه قاسم بن خليل " ألفية ابن مالك "، و " ضوء المصباح "، و " مختصر إيساغُوجي " في المنطق، مع " شرحه " لحسام الدين الكاتي، وقطعة من " شرح الشمسية " للعلامة الرازي، ثم قرأه على والده من أوله إلى آخره، مع " حواشي " الشيد الشريف عليه، وقرأ " شرح العقائد " للتفتلازاني، مع " حواشيه " للخيالي، و " هداية الحكمة " لمولانا زاده، مع " حواشي " المولى خواجازاده، و " شرح أدب البحث " لمسعود الرومي، و " شرح المطالع " للعلامة الأصبهاني بتمامه، مع " حواشي " السيد الشريف عليه، وغير ذلك.
وأخذ أيضاً عن المولى محيي الفنري، وغيره من علماء الديار الرومية، وقرأ على العلامة الرحلة، من لم يُخلف بعده مثله، الشيخ محمد التونسي، الشهير بمغُوش، حين قدم إلى الديار الرومية، قطعة من " صحيح البخاري "، وقطعة من كتاب " الشفاء " للقاضي عياض، وشيئاً من العلوم العقلية، وأجاز له لأن يروى عنه ما تجوز له روايته؛ من تفسير، وحديث، وغيرهما.
وتنقل في المدارس الشريفة، وصار مدرساً بإحدى المدارس الثمان مرتين، تخلل بينهما ولايته بأدرنة مدرسة السلطان بايزيد خان، ثم صار قاضياً بمدينة إصطنبول، في سابع عشر شوال، سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، وكانت سيرته محمودة، وولايته مشكورة، وأضر بأخرة.
وله من المؤلفات، كتاب " موضوعات العلوم "، جمع منه فوائد كثيرة، واختصر " حاشية خطيب زاده " على " حاشية التجريد " للسيد، واختصر " الكافية "، وكتاب " الشقائق النعمانية "، في علماء الدولة العثمانية "، وهو كتاب لطيف، صنفه بعد أن كف بصره، وهو دال على وسع اطلاعه على أخبار الناس، وأحوال الأفاضل، ودال على قوة الحافظة، لأن أكثره متلقف من أفواه الرواة، ونقلة الأخبار، من غير كتاب يستمد منه، ويعتمد عليه؛ لأن الديار الرومية ليس لها تاريخ يجمع علماءها، وأوصاف فُضلائها، وما أحوجها إليه، وما أقل رغبة أهلها في علم الأدب، وأقل تعريجهم عليه. وله أيضاً تجريداتٌ في بعض العلوم، تركها مسودة، لما عرض له من العمى، رحمه الله تعالى.