النبي صلى الله عليه وسلم «إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليَّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي به بنحو مما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار» .
أيها المسلمون إن بعض الناس لما غلت الأراضي والبيوت صاروا يدعون ما ليس لهم وينكرون ما كان عليهم ومن هؤلاء من يكون شريكًا في أرض فيتولى بعض الشركاء بيعها أو تصبيرها وهو عالم بذلك وراض به في أول الأمر ومقتنع حتى إذا تغيرت الأمور أتى بالحجج التي قد تنفعه في الدنيا ولكن لا تنفعه في الآخرة وسوف يأتي يوم القيامة حاملًا لكل شبر ظلمه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «من اقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين» يا ويح الظالم يوم القيامة ويا ويله يأتي في ذلك اليوم العسير الشديد حاملًا مَظلمَته مُطوَّقًا بها من سبع أرضين وقد فارقها في الدنيا لم يخلد لها ولم تخلد له.
فاتقوا الله أيها المسلمون وخافوا عقابه ولا تغرنكم الحياة الدنيا فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 188]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.