لَكِن صَار البقاعي يسلى نَفسه بقوله أما المَال فَلَا يظنّ بِي أَخذه وَأما التفاعل فأكبر مَا فِيهِ أَن يُقَال رام شخص فعلا فَفعل فِيهِ مثله وأقبح، وبواسطة هَذِه الْحِكَايَة أَكثر من التَّرَدُّد للدوادار الْكَبِير يشبك الْفَقِيه والزيني كَاتب السِّرّ وَعقد مجْلِس الْوَعْظ عِنْد كل مِنْهُمَا واغتبطا بِهِ وَمَا نَهَضَ الْغَرِيم إِلَى بُلُوغ أربه وَالله أعلم بِحَقِيقَة أَمرهمَا والجنسية عِلّة الضَّم، هَذَا وَقد كتب البقاعي عَنهُ جَوَابه عَن لغز ابْن الوردي بل كتب عَنهُ من نظم وَلَده وَشَيْخه ابْن رسْلَان والمحب بن الشّحْنَة وَغَيرهم

وَاعْتَمدهُ فِي أَشْيَاء أثبتها وَوضع تَرْجَمته فِي شُيُوخه وَآل أمره إِلَى أَن تعلل من يَده من وقْعَة فِي الْحمام كسرت مِنْهَا رجله فِيمَا قيل ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبعين وَدفن من الْغَد بالقرافة الصُّغْرَى فِي تربة يشبك الدوادار وتجاذب كل من إِبْرَاهِيم الجبرتي وسميه البقاعي الدعوي بِأَن مَوته من كرامته لسبق خُصُومَة قريبَة بَينه وَبَين الجبرتي أَيْضا وَقد لقِيت أَبَا الْعَبَّاس كثيرا وَكَانَ يكثر الْمَجِيء إِلَيّ خُصُوصا بعد كائنته الْمشَار إِلَيْهِ وَقَرَأَ عَليّ بِمَجْلِس الْعَلَاء الصَّابُونِي ديباجة بعض تصانيفه واستجازني بروايته مَعَ سَائِر مَا صنفته ورويته وَلما اجتزت بالمجدل اجْتمع بِي وأوقفني على شرح كتبه على منظومة لأبي الْفَتْح السُّبْكِيّ فِي تعداد الْخُلَفَاء وذيلها الشهَاب بن أبي عذيبة وَهُوَ فِي نَحْو عشرَة كراريس وأنشدني أشعارا زعم أَنَّهَا نظمه وَلَيْسَ بمدفوع عَن كل هَذَا وَالله أعلم وَمن ذَلِك مَا ذكر أَنه جَوَابه عَن لغز ابْن الوردي وَهُوَ:

(عِنْدِي سُؤال حسن مستظرف ... فرع على أصلين قد تفرعا)

(قَابض شَيْء بِرِضا مَالِكه ... وَيضمن الْقيمَة والمثل مَعًا)

فَقَالَ:

(خُذ الْجَواب نظم در مبدعا ... بالْحسنِ هَذَا محسن تَبَرعا)

(أعَار صيدا من حَلَال ثمَّ إِذْ ... احرم ذَا أتْلفه فاجتمعا)

وَمِمَّا أنْشدهُ ملغزا فِي حر وَكتبه عَنهُ ابْن أبي عذيبة أَبْيَات تزيد على عشْرين أَولهَا:

(سَأَلتك يَا خير الْأَنَام بأسرهم ... عَن اسْم ثلاثي بنظم مسطر)

(عَلَيْهِ مدَار النّصْف من دين أَحْمد ... عَلَيْهِ صَلَاة الله والآل تعطر)

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِلَال الْوَقَّاد بِالْمَسْجِدِ الْمَكِّيّ وَيعرف بقار الزَّيْت / وَقد ينْسب لجده بِلَال. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْعَبَّاس النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ. / كَانَ فَقِيها فَاضلا كَرِيمًا قَرَأَ الحَدِيث على وَالِده واشتغل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015